شهدت العاصمة السورية مساء اليوم الأحد قصف العديد من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش السوري الحر من قبل قوات نظام الأسد بطائرات الهليكوبتر الحربية, فيما تتواصل الاشتباكات في حلب لليوم الثالث على التوالي بعد إعلان الجيش السوري الحر عن بدء «معركة تحرير حلب».
وذكر التليفزيون الحكومي السوري أن حي قابون بالعاصمة دمشق قد شهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري بقيادة ماهر الأسد – شقيق الرئيس السوري – وبين مقاتلي الجيش السوري الحر بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على عدد من الأحياء مما أجبر مقاتلي الجيش السوري على التراجع.
ووفقا لما ذكره المرصد السوري فإن اشتباكات عنيفة تدور في العديد من أحياء مدينة حلب كحي الصاخور, وصلاح الدين, وسيف الدولة, والميرديان, وقال المرصد: إن أكثر من 2750 شخصا قد قتلوا هذا الشهر فقط؛ ليصل عدد القتلى إلى 19000 شخص منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام الرئيس الأسد.
دعوات لتشكيل حكومة مؤقتة
دعا لوران فابيوس – وزير الخارجية الفرنسي – أمس المعارضة السورية إلى تنظيم صفوفها, وسرعة تشكيل حكومة سورية مؤقتة تضم كافة أطياف المجتمع السوري, في الوقت الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف العنف في سوريا التي قال: إن الأوضاع فيها تتدهور بشكل سريع.
وقال فابيوس في بيان: إنه أيا تكن مناوراته فإن نظام الأسد قد أدين من شعبه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة، مضيفا: إنه حان الوقت للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها.
وأشار فابيوس – في بيانه – أنه أجرى عددا من الاتصالات مع نبيل العربي – الأمين العام للجامعة العربية – ورئيس وزراء قطر من أجل تنظيم صفوف المعارضة لتسلم السلطة في البلاد, مشددا على دعم بلاده لكافة الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية, معربا عن استعداد باريس لاستضافة اجتماع وزاري يهدف إلى تعزيز الجهود العربية في دعم سوريا.
اجتماع عربي
من ناحية أخرى، انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أعمال اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية, ويأتي اجتماع اللجنة بعد أيام من إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار يقضي بفرض عقوبات على نظام الأسد جراء استخدام روسيا والصين حق النقض – الفيتو -.
ودعا الشيخ حمد بن جاسم – رئيس الوزراء القطري, والذي يترأس اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية – إلى تحول مهمة كوفي عنان إلى كيفية انتقال السلطة بعد إخفاقه في التوصل إلى حل للأزمة, وطالب حمد ما اسماها بـ«الدول المعترضة» في إشارة إلى الصين وروسيا بإعادة النظر في طريقة تعاملها مع الموقف من منظور عربي وأخلاقي.
