بقلم: م. مصطفى الطبجي
دوماً ما تسقط أسماء بعض العظماء من كتب التاريخ، إما سهواً أو عن قصد لغرض ما، ولا يذكرهم أو يحاول اعادة ذكراهم سوى أشخاص عاصروهم وعلموا ما تحلوا به من صفات، من هؤلاء العظماء "سامبو"، شخصية فريدة من نوعها كانت تعيش في مدينة المنصورة، ويمكن سؤال أهل المنصورة (من هم تخطوا الـ45) عن "سامبو"، سنجده معروفاً لديهم، هو شخص لا ينسى.
أكثر ما كان يميز "سامبو" هي قدرته الخارقة على إغلاق ثلاثة شوارع وحده دون مساعدة، إغلاقها من الناحيتين، وفرض حظر التجوال طوال فترة تواجده بها، والطريقة كانت بسيطة، يكررها في كل مرة دون كلل أو ملل، لكنها كانت تؤتي ثمارها، الطريقة كالآتي:-
1- يبدأ في الصياح بصوت عالي، مستخدماً صوتاً جهوراً يبث الرعب في ضعاف القلوب، فيدفنوا رؤوسهم في الأسفلت
2- يخرج "الموس" من سقف حلقه، يشرح نفسه في عدة أماكن متفرقة من جسمه لتنزل الدماء منه أنهاراً تروي الأرض العطشانة
3- يهجم على كل من كان يتشاجر معه أو خالفه الرأي، فيهرب منه الجميع بعد تيقنهم التام من وفاة الخوف داخل قلبه
الأصل في أي "خناقة" في الشارع هي محاولة كل طرف اصابة الآخر بعاهة مستديمة، كنوع من أنواع الذكرى، لذا عندما يشاهد "سامبو" وهو يشرح نفسه بنفسه فهذا يعني انتهاء صلاحيته، لن يهتم أو يكترث باصابات أخرى قد تحدث له داخل الموقعة، البعض يراه مجنوناً، البعض يراه شجاعاً، البعض يراه مش فاهم حاجة ومسيره هيضيع نفسه، البعض يراه بطلاً أسطورياً تحدى الجميع وتغلب عليهم، كسر كل قيود الخوف التي كانوا يريدون تقييده بها.
طبعاً يا د.مرسي أنا لا أقصد أن تحتفظ بالـ "موس" في سقف حلقك، بجانب أنك لست مدرباً على ذلك، فالبروتوكول لا يسمح لرئيس الجمهورية بهذا التصرف، لكن نفس هذا البروتوكول يسمح لك بتكسير القيود التي يريدون تكبيلك بها، يسمح لك بألا تكون في موقف المدافع طوال الوقت، يسمح لك أن تقتنص صلاحياتك كاملة، يسمح لك بأن تفعل ما تراه صحيحاً ومناسباً دون خوف أو تردد.