صرّح المتحدث باسم «الحرس الثوري الإيراني» بأن قواته ضربت دير الزور (شرقي سوريا) بقصف صاروخي أصاب مقرّ قيادة لـ«تنظيم الدولة» ومخازن أسلحة. وقال نائب القائد العام للجيش الإيراني إن هذا القصف لا يُشكّل إلا جزءًا بسيطًا من قدرات الردع الإيرانية، وحذّر من أي محاولة لاستهداف بلاده.
فما هي رسائل القصف الصاروخي الإيراني على مواقع من قالت إنهم «الإرهابيون» و«التكفيريون» في دير الزور؛ خاصة في هذا التوقيت؟
اختبار قوة
واعتبر أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة طهران «حسن أحمديان» أن القصف الصاروخي الإيراني على دير الزور رسالة إلى «تنظيم الدولة» وحُماتِه في المنطقة بأنها قادرة على الردع وحماية أمنها القومي إذا اُستُهدف.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أن القصف رسالة كذلك بأن إيران لن تتراجع عن اختبار قوتها الصاروخية، ورسالة إلى دول المنطقة بأن عليها الأخذ في الاعتبار قوة إيران قبل تهديدها؛ معتبرًا أن «تعويل البعض في المنطقة على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس في محلّه».
ووصف القصف الصاروخي على دير الزور بأنه «عمل استراتيجي جديد في مرحلة جديدة قادتها السعودية بدعم جماعات متطرفة لضرب الداخل الإيراني والاستقواء بإدارة ترامب».
خطأ استراتيجي
من جهته، اعتبر الكاتب والباحث السياسي محمد قوّاص القصف الإيراني لدير الزور خطأ استراتيجيًا كبيرًا؛ لأن إيران نفّذته بلا تنسيق دولي لحمايتها، لافتًا إلى أن ما قامت به «جزءٌ من تهويلها المعتاد».
وأضاف أن ما قامت به إيران يأتي ضمن تحسين شروطها التفاوضية في أيّ قضايا مستقبلية في المنطقة، وأوضح أنه من الطبيعي أن تشعر دول الخليج، خاصة السعودية، أن الصواريخ الإيرانية الموجّهة إلى دير الزور قد تذهب إلى زاوية أخرى.
وقال إن إيران تستهدف بالقصف الصاروخي على دير الزور الرد على الهجومين اللذين نفّذهما «تنظيم الدولة» في طهران مؤخرًا، وإفهام الجميع في المنطقة بأن هناك مُحرّمات إيرانية يجب ألا تُتجاوز.
وقال إن للرسالة الإيرانية من القصف وجهين؛ أولهما تهويليّ، والآخر استعدادها لتكون ضمن المجموعة الدولية حتى بقيادة الولايات المتحدة.
