جاء إعلان قائمة الأفراد والمؤسسات من جانب المحور الرباعي المقاطع لقطر والذي يشمل السعودية والإمارات ومصر والبحرين ليعقد المشهد أكثر فاكثر.
وفي ظل تمسك محور المقاطعة بالقائمة كان الرد القطري واضحا برفض القائمة؛ ومؤكدا على أن هذه الاتهامات غير صحيحة وأن قطر لن تسمح لأحد بالتدخل في شانها الداخلي.
بيان موحد وضمت قوائم “الإرهاب”
بحسب بيان دول المقاطعة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)؛ 59 فردا و12 مؤسسة. وقال البيان: “وهذه القائمة المدرجة مرتبطة بقطر، وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى”.
وشد البيان علي إصرار الدول الأربع على مواقفها قائلا: “تجدد الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات، وستدعم السبل كافة في هذا الإطار على الصعيد الإقليمي والدولي”.
أبرز الأسماء والكيانات
وتضم القامة الداعية يوسف القرضاوي والليبي عبد الحكيم بلحاج الذي لعب دورا رئيسيا في الاطاحة بنظام معمر القذافي، ورجل الدين الليبي علي محمد الصلابي، ومفتي ليبيا الصادق الغرياني، وشخص من آل ثاني العائلة الحاكمة في قطر.
كما تضم القائمة شخصين تم سابقا تصنيفهما على انهما ممولان للإرهاب وكانت قطر قد اتخذت بحقهما اجراءات بحسب تقرير سابق لوزارة الخارجية الاميركية، هما سعد الكعبي وعبداللطيف الكواري.
ومن بين الكيانات التي وردت في اللائحة ثلاث مؤسسات خيرية قطرية، و”سرايا الدفاع عن بنغازي” المجموعة المسلحة في ليبيا، وست كيانات في مملكة البحرين بينها “ائتلاف 14 فبراير”.
رد قطري حاد
وفي رد قطري حاد ورافض لهذا البيان استنكرت دولة قطر عبر بيان لوزارة الخارجية أمس، ما ورد في الإعلان واعتبرته محاولة لخلط الأوراق وتوجيه اتهامات باطلة لتحقيق مكاسب سياسية تهدف لتشويه صورة دولة قطر أمام الرأي العام.
وجاء في البيان: تعتبر دولة قطر البيان “الصادر عن الدول الاربع” باطلا وتدين بأشد العبارات الافتراء عليها ومحاولة تشويه صورتها وربطها بأي شكل من الأشكال بدعم الإرهاب.
وفي مؤتمر بين وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نظيره الألماني سيجمار جابرييل ندد فيه المسؤول القطري بالقائمة التي رأى انها “جزء من سلسلة اتهامات لا تستند الى شيء”.
رد ساخر
وفي ردهم على هذه القائمة التي شملت أسمائهم واتهمتهم بالإرهاب سخر عددا من الشخصيات من هذه القائمة رافضين التهم الموجهة لهم.
من جانبه قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” سمعت خبرا من موقع “الجزيرة” بعنوان قائمة الـ59.. عندما تتحول قوائم الإرهاب لـ”مسخرة”.
وكتب في تغريدة أخرى تزامنت مع الإعلان عن “قائمة الإرهاب”، إن “الباطل كالرغوة المنتفخة؛ يعلو قليلا ثم يتلاشى ولا يبقى إلا الماء الخالص”.
اما الكويتي الشيخ حامد بن عبدالله العلي فقال “إذا كانت حماس على قائمة الإرهاب عندهم فكيف لا نكون نحن الذين ندعم حماس على “قائمتهم” للإرهاب !ولا نقول إلاّ حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وعلق الشيخ محمدعبدالمقصود قائلا: “الحمد لله فأنما يبتلى المرء على قدر دينه وضعوني علي قائمة الإرهاب كي يسكتوني عن الدعوه إلى الله وأنا أسال الله ان أموت علي ما أنا عليه”. وأضاف “حجاج العجمي” “حسبي الله ونعم الوكيل على افترى وكذب، في الكويت لستُ مدان بأي قضية إرهاب والله وحده العالم بأني من دعاة الإصلاح والسلام”.
تعليق الخبراء
وراي الخبراء في تعليقهم علي هذه القائمة بانها محاولة للضغط علي قطر لتقديم تنازلات مؤكدين علي اضعاف فرصة الوساطة بخروج هذه القائمة.
فمن جانبه قال الدكتور أحمد يوسف، المدير السابق لمركز البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية، ل”مصراوي” إن بيان الشخصيات الإرهابية أضعف فرص التوصل إلى وساطة “عربية – عربية” مع قطر وأضاف يوسف في تصريحات صحفية: “جهود الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت تعثرت خلال اليومين الماضيين، ولذا أصدرت الدول قائمة الإرهاب”، منتهيًا: “تسوية تلك الأزمة صعبة”.
من جهته، علق الكاتب والمحلل الفلسطيني، ساري عرابي، على المطلب الخليجي بوقف الدعم القطري لحركة حماس وجماعة الإخوان قائلا: “إنه لا بد للأمور من أن تذهب إلى وضع تسويات بين أطراف الأزمة، وأن جميع الأطراف سيكون عليها تقديم تنازلات لتجاوز الوضع الحالي”.
وأضاف “عرابي” في تصريحات ل”عربي21″ “لكن عند الحديث عن التنازلات والتسويات، تظهر عوامل أخرى من بينها ظهور توازنات جديدة بدأت تتشكل في ظل الأزمة، خصوصا الموقف التركي من الأزمة، وموقف إيران التي توجد على الضفة الأخرى من البحر، بما يتعلق بالملاحة الجوية والبحرية بعد إغلاق المعبر البري بين السعودية وقطر.