أكد ياسين أقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي في مقال نشرته صحيفة “بني شفق” التركية أن الحملة التي تقوم بها دول خليجية ضد دولة قطر قد تؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بالممكلة العربية السعودية.
وقال الكاتب إن محاولة فرض العزلة ضد قطر التي نشأت بقرار من بعض دول الخليج هي في الواقع مؤشراً على بادرة تحول كبير في المنطقة، ولكن ومع عدم سيطرة بلد واحد على هذا الحصار فإنه من الصعب تحديد المستفيد النهائي من هذه الإجراءات.
ويضيف الكاتب: “عدد الفاعلين في الشرق الأوسط اليوم هو أصعب من أن يتم حصره، والواقع أن لكل فاعل من هؤلاء خطة خاصة به، وعلاوة على ذلك فإن عدم تناسق الجهات الفاعلة يجعل من تنبؤ النتائج أمراً صعباً، وقد لا تتحقق الأهداف المرجوة”.
ويرى الكاتب أن الأسباب المعلنة لفرض العزلة تخلق المزيد من المتاعب لأن الذين يتهمون قطر بدعم الإرهاب يشيرون إلى دعم قطر لحركتي حماس والإخوان المسلمين، ولا يسمح ضمير أي مسلم في العالم بتصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية؛ إذ أنها المقاومة القانونية والشرعية ضد احتلال القدس والأراضي الفلسطينية منذ عام 1947، وهناك حقيقة هي أن بعض الدول الإسلامية لا يمكن لها أن تطالب بالحقوق الفلسطينية بنفس القدر الذي يمكن لحماس القيام به فتقوم هذه الدول بدعم المقاومة النبيلة لحماس.
ويستطرد الكاتب “قطر هي واحدة من هذه الدول، ولهذا السبب وحده تستحق التقدير في أعين شعوب العالم الإسلامي، وإذا كان إلقاء اللوم على قطر بسبب دعمها لحركة المقاومة الإسلامة يهدف إلى الحصول على رضا الولايات المتحدة ودعمها، فإنه يجب أن يكون معلوماً أن الولايات المتحدة التي لا تدرك حاليا ما تفعله، لن تفيد أي أحد بل ستضر فقط، والأهم من ذلك هو أن الولايات المتحدة التي تدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الإرهابيين لا يمكن لها أن تلوم أي دولة تزعم واشنطن أنها تدعم الإرهاب.
ويرى الكاتب أن الخلاف القطري الخليجي بحاجة إلى التهدئة من خلال وساطات تقوم بها الدولة الإسلامية لأن هذه المشكلة تأتي في ظل بيئة تهدف إلى زيادة زعزعة استقرار المنطقة ،ونتيجة لذلك فإنه لن يكون هناك مصلحة لأولئك الذين بدأوا الحملة ضد قطر ؛بل هي خطوة يمكن أن تدفع منطقتهم إلى مزيد من عدم الاستقرار أيضا.
ويؤكد الكاتب على محاولة تركيا نزع فتيل الأزمة منذ بدايتها على الرغم من وجود علاقات عالية المستوى مع قطر لافتاً إلى أهمية المملكة العربية السعودية كواحدة من أهم عناصر الاستقرار في المنطقة .
كما حاولت تركيا حتى الآن الامتناع عن أي خطاب من شأنه أن يزعج السعودية بغض النظر عن نزاعاتها حول العديد من القضايا على سبيل المثال دعم المملكة للانقلاب في مصر الذي يعد بمثابة الخطوة الأولى في طريق عدم الاستقرار الكبير الذي نشهده اليوم في المنطقة.
ويرى الكاتب أن أي تهديد قد يستهدف السعودية سيكون له تأثير كبير وسلبي على تركيا والعالم الإسلامي بأسره، وبغض النظر عن جميع الخلافات بين الجانبين فإنه يجب أن تستمر علاقات تركيا مع المملكة العربية السعودية في أعلى مستوياتها، وذلك للدور الرائد الذي يلعبه البلدان في العالم العربي والإسلامي.
ويختم الكاتب بالقول “بمشاركة المملكة العربية السعودية في هذه الحملة الجائرة تماما ،فإنها تتعرض لمخاطر كبيرة وهو ما يهم تركيا للغاية وأكبر عرض للصداقة والأخوة يمكن أن نعرضه على المملكة العربية السعودية صديقتنا وبلدنا الشقيق هو حمايتها من هذا الخطر”.