جاءت زيارة أسرة الدكتور محمد مرسي له مؤخرًا لتفتح باب التساؤلات حول أسباب موافقة السلطة عليها وتوقيت الزيارة، خاصة أنه كان هناك تعنت واضح ضد “مرسي” وحرمانه من كافة حقوقه.
الزيارة وثبات الموقف
وتعليقا على الزيارة، أصدرت أسرة الدكتور محمد مرسي، بيانًا نشره أحمد مرسي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، قال فيه: “الزيارة في مجملها كانت بفضل الله ناجحة، مشيرًا إلى أن الأسرة اطمأنت على والدها الرئيس محمد مرسي -حسب البيان- موجهًا الشكر لكل من كان له جهد في إتمام تِلْكَ الزيارة بكل المجهودات الإعلامية والحقوقية”.
وأضاف: “تمكنت حرم الرئيس وابنته الشيماء ومحاميه الشخصي الأستاذ عبدالمنعم عبدالمقصود من لقاءه داخل مقر احتجازه”، مضيفًا: “الجهات الأمنية رفضت دخول أبناء الرئيس محمد مرسي، وأن مدة الزيارة كانت 45 دقيقة دارت في مجملها بعد حرمان وانقطاع من التواصل مع الوالد الرئيس محمد مرسي لمدة أربع سنوات في سياق الإطمئنان عليه وعلى أحواله المعيشية وحالته الصحية وعن أحوالنا المعيشية نحن كأسرته”.
وتابع: “بعث الرئيس بتحياته إلى كل من يسأل عنه مطمأنهم أنه في صحة جيده ومعنويات عالية، وأن ثقته في الله لا حدود لها، كذلك على الصورة الأخري يوصي الجميع بالدعاء لهذا الوطن الحبيب متكلاماً “أنا لست هنا إلا حباً لديني و وطني”، وذكر البيان أن الأسرة لم تدخل له أي طعام أو شراب ولكن فقط الملابس والمتعلقات الشخصية.
بداية جيدة
من جانبه، قال عبد المنعم عبد المقصود، رئيس هيئة الدفاع عن الدكتور محمد مرسي وأحد من حضروا الزيارة في تصريح نقلته وكالة “الأناضول” إن الزيارة تمت في غرفة بمقر بسجن ملحق طرة بعد الموافقة على حضوره إلى جانب زوجة مرسي وابنته، واعتبرها “بداية جيدة نتمنى استمراريتها”.
وأضاف: “الدكتور محمد مرسي ظهر بصحة جيدة مطمئنا على جميع الأحوال، دون مزيد من التفاصيل.
حق إنساني
وتعليقًا على هذه الزيارة قال عزت غنيم مدير التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أن حق الزيارة من الحقوق المقررة لأي معتقل أو سجين طبقًا للقانون والمواثيق الدولية، وأن منع الزيارة عن الدكتور محمد مرسي هذه المدة الكبيرة هي مخالفة صريحة للمبادئ الدنيا لتنظيم السجون والتي تسمى مبادئ “منديلًا”.
وأضاف في تصريحات صحفية أنه لايمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مقبولا قانونيا أو حقوقيا وحتى إنسانيا أن يتم منع الزياره عن “مرسي”، فإن مبادئ الإنصاف تقتضي المعاملة بالمثل بين كل أصحاب المراكز القانونية المتماثلة فـ”مبارك” طوال مدة حبسه تمتع بما هو أعلى من حقوق السجين بل ظل يتمتع بميزات رئيس الدولة حتى وهو سجين.
وأشار “غنيم” إلى أنه يتحدث بشكل قانوني وحقوقي، فيما يخص الزيارة، بينما لايمكنه إبداء أي تكنهات سياسية، ولكن يظهر جليا بان القرار سياسي بحت لاعلاقة له بأي شيء، لافتا إلى أن نظام السيسي تعود أن يشغل الشعب كل فترة بحدث مهم حتى ينسوا مشاكلهم.
ضغوط خارجية
المحامي والحقوقى حسين بدران، عضو منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، قال: “هذه الزيارة حق طبيعي لأن المسجون فى جميع السجون له الحق في الزيارات العائلية والتواصل مع المحامى الشخصي له بحسب لوائح الإدارة العامة للسجون، لكن النظام لا ينفذ هذه التعليمات على “مرسي” وقيادات جماعة الإخوان المسلمين”.
وأضاف “بدران” في تصريحات صحفية، كان هناك كلام لقيادات جماعة الإخوان المسلمين بالخارج، بأنهم سيقوموا بعمل اجتماع يتم حشد فيه جميع منظمات المجتمع المدني للتصعيد ضد تجاوزات النظام مع الدكتور محمد مرسي، مما دفع النظام إلى امتصاص هذا التصعيد وصرح بالزيارة لأسرة “مرسي” لتهدئة الرأى العام الخارجي.