في محاولةٍ اعتبرها خبراءٌ تمهيدًا لحلفٍ عربيّ جديد، عزفت الكويت وعمان عن المشاركة في حملة القطيعة العربية لقطر؛ بعدما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر، ثم انضمت إليهم “جزر المالديف”.
بعدها، اتخذت هذه الدول قرارات متفرقة بمنع سفر مواطنيها إلى قطر وإغلاق المجال البحري والجوي أمام طائراتها وبواخرها.
كما يسعى أمير الكويت الشيخ صباح الجابر إلى وساطة هادئة لحل الأزمة.
الخوف من الشيطنة
ورأى الكاتب الصحفي اليمني إبراهيم السراجي أن موقف الكويت وسلطنة عمان من الأزمة الخليجية الحالية يؤكد أنهما تدركان إمكانية وضعهما مكان قطر التي تحوّلت إلى “شيطان رجيم” فجأة، لافتًا إلى تقارير تقول بإمكانية انسحابهما من مجلس التعاون الخليجي.
وقال، في منشور عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إن ما تقوله السعودية والإمارات اليوم عن قطر ينطبق بشكل أكبر على سلطنة عمان، وكذلك الكويت؛ خصوصًا فيما يتعلق بإيران.
عمان خارج حسابات
وقال الباحث والمحلل السياسي الكويتي الدكتور مبارك القفيدي، في وقت سابق، إن هناك تقارير دولية تؤكد خروج سلطنة عمان وقطر من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وأضاف في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “تشير تقارير غربية عن خروجٍ مؤكّد لكل من دولة قطر وسلطنة عُمان من منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي”.
العلاقة مع إيران
يرى مراقبون أن تباين وجهات النظر بين عمان والسعودية في قضايا المنطقة الإقليمية، لا سيما مواضيع الاتحاد الخليجي أو العلاقة مع إيران، كانت السبب وراء تجاهل الملك سلمان لزيارة عمان في جولته الخليجية.
وشهد الموقف الخليجي توترًا إثر السجال بين الرياض ومسقط؛ أبرزه تجاهل العاهل السعودي زيارة سلطنة عمان في جولته الخليجية التي شملت جميع الدول الخليجية. ويرى مراقبون أن هذا التجاهل حمل في طياته تململًا سعوديًا بسبب التباين في وجهات النظر بين الرياض وعمان في قضايا أبرزها الملف الإيراني ومقترح الاتحاد الخليجي، وكذلك محاولة عمان النأي بنفسها عن التحالف العربي الذي مثّل “عاصفة الحزم”.
كما تتمتع سلطنة عمان وإيران، اللتان تطلان على مضيق هرمز، بعلاقات متميزة على الأصعدة كافة. وزار الرئيس الإيراني حسن روحاني السلطنة في مارس 2014 في أولى جولة عربية له منذ توليه مهام منصبه في أغسطس 2013؛ وهو ما ينظر إليه السعوديون بانزعاج.
حلف جديد بمشاركة إيرانية
يرى السفير عبدالله الأشعل، المرشح الرئاسي السابق، أن هذه الأزمة حتمًا سينطلق منها حلف جديد بمشاركة إيران، التي سارعت بالفعل إلى الإعلان عن استعدادها لتعويض قطر عن احتياجات الغذاء التي كانت تستوردها عن طريق السعودية والإمارات والبحرين واليمن.
وأضاف في تصريح لـ”رصد”: الحلف الجديد قد يكون غير مباشر؛ ويتوقف على فترة الأزمة، التي قد تطول أو تنتهي بقمة خليجية فقط بعيدًا عن مصر، التي لم تعنِ لقطر شيئًا في هذه الأزمة، واختصت فقط جيرانها من دول الخليج.