نشر موقع “إنترسبت” الأميركي رسائل من البريد الإلكتروني المختر للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، وقال إن بعضها تكشف تنسيقًا بين الإمارات ومؤسسات موالية لـ”إسرائيل” واتصالات مع شخصيات أميركية تتبنى مواقف متشددة تجاه الإسلام.
وكشفت الوثائق عن قيام سفارة الإمارات بجهد منسق لتحجيم دور قطر الإقليمي والتحريض على استهدافها أمنيًا وسياسيًا، واتهامها و”الكويت” بتمويل العمل الإرهابي، إضافة إلى تنسيقها حملات ضد تركيا وجماعة الإخوان المسلمين وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
علاقات مع الولايات المتحدة
تضمّنت الوثائق كشفًا للصلات القائمة بين السفير الإماراتي وساسة أميركيين لتحقيق أهداف الإمارات وسياساتها، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط؛ من بينهم وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت جيتس، الذي تكشف الوثائق تواصلًا بينه والسفير “العتيبة” أكثر من مرة، وطلب في إحداها من العتيبة ترتيب موعد مع ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد.
وقال جيتس لـ”عتيبة” في الرسالة الإلكترونية المُسربة: “أريد إعلامك بأنني سأصل إلى أبو ظبي في آخر الشهر الجاري لحضور اجتماع لمجلس إدارة بنك جي بي مورغان تشايس الدولي. أعلمُ أنني أبلغتُك بشكل متأخر؛ ولكنني أرغب في مقابلة صديقي ولي العهد عندما أصل إلى هناك”.
فن صناعة اللوبي
تقع هذه الوثائق المُسرّبة في 55 صفحة، وتقول الصحيفة إن مجموعة من قراصنة الإنترنت تدعى “جلوبال ليكس” اخترقت البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي وقدمت جزءًا من محتوياته إليها قبل أسبوع من نشر الوثائق، وإنهم موجودون في روسيا.
وعن تداعيات الرسائل، قال محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية والسياسات العامة بجامعة جورج ميسون، إن الخلافات الخليجية تخرج من إطارها المحلي إلى واشنطن.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أن ما فعلته الإمارات يندرج ضمن “فنّي العلاقات العامة واللوبي؛ لكن المثير أن القرصنة وكشف الأسرار أصبحا أدوات المعركة الدبلوماسية المفتوحة على مصراعيها بين دول الخليج”.
ويرى الشرقاوي أن الأزمة ينبغي احتواؤها في الخليج وليس في واشنطن، وتابع: أما “إهدار المال الخليجي على اللوبيات في أميركا فربما يحتاج إلى إعادة نظر”.
الاستقواء باللوبي الصهيوني
بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية، عبدالله بن حمد العذبة: “بوصفي مواطنًا خليجيًا، أسأل: إلى أين يذهب مجلس التعاون الذي تقوده الرياض (عاصمة القرار العربي)؟”.
وأضاف أن “المصيبة الكبرى” في التسريبات ما تحمله من تآمر على قطر وحماس وتركيا، مبينًا أنه ليس من البطولة أن يجري الاستقواء باللوبي الصهيوني داخل أميركا.
وفي السياق، قال العذبة إن كل إماراتي سيشعر بالفخر لو أن رسالة واحدة من السفير تضمّنت ضغطًا بشأن قانون جاستا الأميركي الذي يطال السعودية والإمارات ومصر، وهي الدول التي ينتمي إليها منفذو هجمات سبتمبر 2001؛ لكن “المعيب” الذي وقع هو لقاء المال الإماراتي مع تحالف يخدم الأجندة الصهيونية.
وتمنى العذبة أن يتدخل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز لرأب الصدع الخليجي، مضيفًا: “ليس هذا وقت التهافت على قطر وتحقيق انتصارات كاذبة بينما يهدد الحشد الشعبي شمالًا والحوثيون جنوبًا”.
تبرير أميركي
من جانبه، قال كبير الباحثين بمركز التقدم الأميركي “لاري كورب” إنه لا يستغرب لو كشف أن الروس اخترقوا بريد السفير الإماراتي ليؤثروا في العلاقات الأميركية بالمنطقة.
وفي قراءته للرسائل، قال في تصريحات تلفزيونية أيضًا إن الإمارات أرادت الاستفادة من وصول ترامب إلى سدة الحكم بالقول إن قطر خارج المجموعة التي تشارك أميركا الأفكار والمشاعر المشتركة ضد إيران، وينبغي الضغط عليها للانضمام إلى هذه المجموعة.