كشفت صحيفة “هآرتس” النقاب عن تبني إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة أمنية وضعها الجنرال المتقاعد جون إلين تنصّ على الخطوات والإجراءات الأمنية التي يمكن أن يتّخذها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من أجل اتفاق سلام نهائي بينهما.
هذه الخطة وضعت في عهد باراك أوباما وبقيت طيّ الكتمان، ولم يُكشف النقاب عنها بعد تعثر المفاوضات بين الجانبين.
وبحسب التسريبات الإسرائيلية، فإن غالبية ضباط “إسرائيل” وافقوا على الخطة وشجعوا القيادة السياسية على اعتمادها؛ إلا أن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو رفضتها ولم تستمع إلى رأي ضباطها الكبار بحجّة الموضوع الأمني ووقوفه عقبة في طريق تحقيق السلام.
وقالت الصحيفة إن الأسابيع الأولى من عهد ترامب شهدت سلسلة اجتماعات برئاسة المبعوث الخاص لإجراءات السلام الإسرائيلي الفلسطينية جيسون غرينبلات مع مفاوضي السلام الأميركيين السابقين، بمن فيهم مسؤولون في إدارة أوباما.
وفي اجتماع مطوّل، أُطْلِع جيسون على خطة أمنية مفصلة أعدتها إدارة أوباما لليوم التالي لإقامة دولة فلسطينية، وعُرفت داخل الإدارة الأميركية السابقة بـ”خطة إلين”، الجنرال الأميركي الذي وضع تفاصيلها.
وفي الخطة، قدّم الجيش الإسرائيلي إلى الفريق الأميركي وثيقة تضم 26 نقطة حددت جميع المخاوف والمصالح الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وطلب من الفريق الأميركي تقديم حلول فعالة لكل نقطة منها.
وساد الاعتقاد في “إسرائيل” بأن جميع النقاط في الوثيقة تقريبًا تلقّت إجابات مُرْضيّة من الأميركيين؛ لكن القيادة السياسية الإسرائيلية، ممثلة في نتنياهو ووزير جيشه آنذاك موشيه يعالون، رفضتها رغم قبول قادة الأمن بها.
ومن النقاط الهامة التي ناقشتها الخطة اقتراحٌ من الجانب الأميركي بفتح مطار في الضفة الغربية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتيح رحلات فلسطينية مباشرة عبر العالم دون الحاجة إلى المرور عبر أراضي “إسرائيل”. ولم يُنتهَ من هذه المسألة؛ ولكن فريق إلين عرض حلًا ممكنا لأي تحديات أمنية يمكن أن تحدث.
وتحفّظت “إسرائيل” كذلك على فكرة أميركية بإنشاء سرب من المروحيات الفلسطينية غير العسكرية التي تسمح للسلطة الفلسطينية بنقل قواتها الخاصة بسرعة إلى المواقع التي يشتبه في أنها تحاول إطلاق هجوم إرهابي.
واشتكى الأميركيون من مطالبة “إسرائيل” للفلسطينيين من جهة برد فعل سريع ضد الإرهاب؛ ولكن من جهة أخرى تعترض على اقتراحات تجعل هذه القدرة الفلسطينية ممكنة. وكان أحد الحلول المُناقَشَة لهذه المشكلة إنشاء نفق جوي محدود في الضفة الغربية يسمح للفلسطينيين باستخدامه تحت إشراف “إسرائيل”.
كما كرّست الخطة وقتًا طويلًا لإيجاد حلول أمنية لمنطقة غور الأردن، وتضمنت “غرفة عمليات” أميركية وأجهزة استشعار وطائرات من دون طيار وصورًا للأقمار الاصطناعية، وتعزيزًا كبيرًا للسياج الحدودي القائم على نهر الأردن. كما عرض الأميركيون إقامة حاجز مائي ثانٍ على الجانب الأردني من الحدود؛ لكن الإجماع الإسرائيلي قال إن هذا ليس ضروريًا.
وأضاف التقرير أن ترامب لا يملك حتى الآن خطة ملموسة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن تصريحات الرئيس حتى الآن اقتصرت على التعبير عن رغبته في تحقيق السلام والمحبة لـ”إسرائيل” والفلسطينيين.
والجدير بالذكر أن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، الجنرال ماكماستر، صرّح الشهر الماضي في “إسرائيل” أن الولايات المتحدة ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق سلام، وفي الوقت نفسه الحفاظ على أمن “إسرائيل”.