في الوقت الذي يتجاهل فيه مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تمر بها مصر، ويعاني منها الشعب المصري طوال الفترة الماضية جراء قرارات حكومية تمت الموافقة عليها بشكل مفاجئ ودون أي طلب من نائب، أوقف عبد العال النقاش في الموازنة العامة لمناقشة ما تسببت فيه الفنانة غادة عبد الرازق في مسلسل “أرض جو”، من غضب لمضيفات الطيران بمصر، حيث اتهموها بأنها تسيئ أخلاقيا لمهنة الضيافة.
وقال الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، أثناء مناقشة الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة عام 2016/2017، أن المضيفين والمضيفات في حالة انزعاج من بعض المسلسلات الدرامية التي تتناول عملهم، في إشارة إلى مسلسل أرض جو للفنانة غادة عبد الرازق.
وأضاف عبد العال، خلال الجلسة العامة، اليوم الثلاثاء: “أنا لم أتابع هذه الأعمال الدرامية لكنه وصلني رسالة بانزعاجهم”.
وأثارت مواقف رئيس البرلمان الجدل في كثير من المناسبات، وأطلق عليه عدد من الصحفيين العديد من الألقاب منها:
مداح السيسي
قبل أن يكمل الـ24 ساعة الأولى له في رئاسة المجلس، تلا عبد العال تلك الكلمات في البرلمان المصري “يا سيادة الرئيس (السيسي)، في ظل الظروف التاريخية التي يمر بها عالمنا العربي، وما يواجهه من تهديدات الإرهاب، يؤيد بصيرة وحكمة قائد تحرك لتوحيد الصف العربي؛ فسِر على بركة الله، قلوبنا معكم، ورعاية الله تحيطكم، وشعب مصر يؤيد خطاكم”.
وكانت تلك الكلمات جزء من برقية من البرلمان إلى عبدالفتاح السيسي ألقاها عبد العال في مستهل انتخابه رئيسًا للبرلمان؛ ما وضع الرجل تحت طائلة انتقادات كثيرة، تشير إلى ولائه التام للسيسي، بالرغم من أن كلًا منهما على رأس سلطة منفصلة، ودور السلطة التشريعية، التي يترأسها عبد العال، رقابة كل عناصر السلطة التنفيذية، بما في ذلك الرئيس.
ويُقحم عبد العال، عبدالفتاح السيسي، في أي إنجاز تشريعي أو سياسية، حتى أنه كتب في افتتاحية العدد التذكاري من المنشور، المُعد من قبل البرلمان بمناسبة مرور 150 عامًا على الحياة النيابية في مصر “ولقد بدأت دورتنا بشعاع من نور أضاء طريق أمتنا، حيث وضع فخامة السيد عبدالفتاح السيسي دليل عملنا وإطار حركتنا، وبيّن لنا حقيقة الموقف على الصعيدين الداخلي والخارجي، وما يحيط بنا من مسالك وعرة وبالمنطقة من حولنا، ومجمل القضايا التي ينشغل بها الوطن كما تراها عين خبير”.
ناظر المدرسة
كما وصفه بعض الإعلاميين بأنه “ناظر المدرسة”، حيث أبرز الانتقادات الموجهة لعبد العال، هي غياب الحنكة السياسية لديه في التعامل، وكذلك “الكاريزما” التي امتاز بها معظم رؤساء مجلس النواب المصري، مهما كان الاختلاف عليهم.
والمتابع لأداء النواب في البرلمان، يُدرك أنه يشهد حالة من عدم الانضباط العام، اعتبرها البعض تطورًا طبيعيًا لدخول عبد العال في معارك مع النواب، وطرد بعضهم، وتحويل آخرين للجنة القيم، بمجرد إبدائهم رأيهم، كما أنه أمر أكثر من مرة بحذف كلمات من المضبطة توجه فيها نواب بالنقد لوزراء.