جاء استدعاء المرشح الرئاسي السابق خالد علي للتحقيق معه على خلفية إنشاء حزب سياسي بشكل غير قانوني، ليعيد الحديث مرة أخرى عن حملات الملاحقة والتشويه للمرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة في 2018 وإمكانية منافستهم لعبد الفتاح السيسي وهو الأمر الذي جرى مع أكثر من مرشح منهم أحمد شفيق وسامي عنان وغيرهم.
وقررت نيابة الدقي في الجيزة، أمس الأحد، استدعاء المحامي خالد علي، لسماع أقواله في أحد البلاغات المقدمة ضده للنيابة، بتهمة تأسيس حزب سياسي دون الحصول على موافقة لإنشائه.
وجاء هذا الاستدعاء علي خلفية البلاغ، المقدم من المحامي سمير صبري، والذي جاء فيه أن خالد علي، وكيل مؤسسى حزب العيش والحرية، قام بإصدار نشرات، ونظم فعاليات رغم عدم الموافقة رسميًا على إشهار الحزب.
“العيش والحرية” يرد
وفي المقابل رد حزب العيش والحرية على الاستدعاء في بيان له جاء فيه: “إن البلاغ تم تقديمه في يناير ٢٠١٧ ضد وكيل مؤسسيه”، مشيرا إلى أن الاستدعاء “يأتى في إطار تصاعد الحملة ضد أعضاء الحزب، وكل المحسوبين على ثورة يناير، والهجمة المسعورة التي استهدفت عددا من أعضاء الحزب وشباب الأحزاب والقوي الديمقراطية”
6 ابريل تستنكر والديمقراطي يرفض
ولم تقف ردود الفعل علي حزب العيش والحرية بل شملت عدة ردود أفعال أخرى من أحزاب وحركات سياسية ونواب برلمان وشخصيات سياسية.
فمن جانبها استنكرت حركة شباب 6 أبريل استدعاء “علي” للتحقيق معه، مؤكدة أن ذلك أكبر دليل على خوف النظام من الإطاحة بعبدالفتاح السيسي من قبل المعارضة.
وقالت الحركة في تغريدة لها عبر تويتر: “استدعاء خالد علي للتحقيق من قبل النيابة هو دليل على مدى رعب النظام الحاكم من استعداد المعارضة لخوض انتخابات رئاسية تطيح بالسيسي”.
وجاء رد فعل الحزب الديمقراطي الاجتماعي من خلال تعليق المحامي الحقوقي مالك عدلي، عضو الحزب بقوله: “إن استدعاء المحامي خالد علي، وكيل مؤسسي حزب العيش والحرية، للتحقيق على خلفية بلاغ مقدم من سمير صبري يشير إلى أن النظام بدأ حربه على كل من يحاول تقديم بديل له”، رابطا بين توقيت الاستدعاء وما أثير عن نية خالد علي لخوض انتخابات الرئاسة.
فتش عن الانتخابات الرئاسية
وكان خالد على، المحامي والناشط الحقوقي، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية، اعلن في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” اﻷميركية، أنه يفكر في الترشح مجددًا للانتخابات الرئاسية؛ لمواجهة السيسي، قائلا: “بالطبع أنا مرشح محتمل.. ولكن حتى الآن لم أتخذ قرارًا نهائيًا”.
وأضاف “علي”: “المشاورات جارية بين القوى الديمقراطية والاجتماعية حول صياغة موقف مشترك بشأن الانتخابات، والنظر في إمكانية تقديم مرشح أو المقاطعة”.
ووقع خالد علي مع 100 شخصية سياسية أخرى منهم حمدين صباحي، و13 حزبا وحركة سياسية، أمس، على بيان يتعهد بتقديم مرشحين جادين في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2018.
شفيق والزهايمر
وطالت الهجمة أيضا عددا من المرشحين المحتملين الآخرين وعلى رأسهم الفريق أحمد شفيق، رغم أنه لم يعلن حتى الآن عن ترشحه للرئاسة بشكل رسمي، وتأكيده على عدم صدور أي بيانات أو تصريحات تخص ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر لها عام ٢٠١٨، إلا أن هناك حملة ممنهجة لتشويه صورته بدأت مبكرا، حيث قال البع1 أنه أصيب بالزهايمر وفقد جزءا كبيرا من قدرته العقلية، وأنه يلجأ للعلاج ليتمكن من الحديث إلى وسائل الإعلام.
ونشرت إحدى الصحف مقالا تحت عنوان “أحمد شفيق ومؤيدوه أصبحوا أخطر على مصر من الإخوان” قالت فيه: “شفيق ومؤيدوه، يلعبون نفس الدور السيئ الذي تلعبه جماعة الإخوان من تشويه وتسخيف للمشروعات والقرارات، والإساءة البالغة للنظام الحالي”، حسب الصحيفة.
عنان ومجموعة الواتس
ويتردد اسم الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، بقوة لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، كما تعرض في الفترة الأخيرة للكثير من الشائعات، مثل انضمامه لمجموعة إلكترونية على “واتس آب” تضم مئات المعارضين للسيسي، غالبيتهم من تيار الإخوان وحلفائهم، وباسم حركي “سامي”، كما يعتقد الكثير من مؤيدي الفريق سامي عنان أن التسريب الصوتي الذي تم إذاعته على قناة “صدى البلد” بين الفريق سامي عنان والدكتور محمد البرادعي كان الهدف منه تشويه صورة الفريق، وقطع الطريق عليه للترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
مرشحون سابقون ولاحقون
وهو الشيء نفسه الذي حدث مع المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، المستشار هشام جنينة عندما أعلنا عن ضرورة دعم مرشح رئاسي في الانتخابات المقبلة، خلال مؤتمر دمج حزبيّ التيار الشعبي والكرامة رسميًا في تيار جديد تحت مسمى “تيار الكرامة”.
وعلي نفس المنوال استمرت الحملة ضد عبد المنعم ابو الفتوح ، فما زالت تهمة الانتماء للإخوان المسلمين تلاحقه، لذا أصبح ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة مستحيلا، لاسيما أن الحزب الذي يترأسه أصبح شبه محظور في مصر وكذلك الحال بالنسبة للبرادعي والتسجيلات الشهيرة التي تمت إذاعتها له في حملة تشويه ممنهجة.
مخاوف مشروعة
وعبّر سياسيون وبرلمانيون عن مخاوفهم من النهج، الذي تم التعامل به في إطار حملات تشويه سريعة، ضد أي شخص يفكر في خوض انتخابات الرئاسة المقبلة.
من جانبه، أكد النائب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب أنَّ ما حدث أمر طبيعي، ولكن يبدو أنَّ هناك نوايا غريبة لا تؤهل لوجود منافسين حقيقيين، والمتهم الرئيس هنا هو وسائل الإعلام في ظل عدم حياد الإعلام، وتطبيق حالة الطوارئ، ووجود تضييق أمني.
واضاف “الحريري” في تصريحات صحفية: “السعي لتجريف تربة المرشحين سيكون أمرًا كارثيًا، ويجعلنا نأتي برئيس من استفتاء شعبي، وهذا أمر مستبعد”، مشيرًا إلى أنَّ الكثير من المرشحين مؤهلون للحصول على المعايير الدّستورية اللازمة لمنصب رئيس الجمهورية.
وتمنى الكاتب الصحافي، عبد الله السناوي، أن تكون انتخابات الرئاسة عام 2018 قائمة على الديموقراطيّة والتعدديّة، مضيفا في تصريحات صحفية: “ولكن كيف ومن يضمن ذلك؟، فهذا هو المهم”.
وتابع قائلا: “في ظل وجود هوس إعلامي وضيق من التنّوع والتعدّد، فإن أول من يضره هذه الأجواء هو المرشح المحتمل، “الرئيس” الحالي، عبد الفتاح السيسي”، على حسب ما قال.