رحّبت دول ومنظمات وساسة أوروبيون بتصدّر مرشح حركة “إلى الأمام” إيمانويل ماكرون النتائج الأولية للجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، واعتبروا ذلك انتصارًا لأوروبا، في وقت رحب ساسة يمينيون بالنتيجة التي حققتها مرشحة الجبهة الوطنية (أقصى اليمين) مارين لوبان.
وعلقت افتتاحية “تلغراف” على فوز ماكرون بأنه سينافس بذلك لوبان يوم 7 مايو على رئاسة فرنسا المقبلة، وألمحت الصحيفة إلى أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أنه سيكون الفائز؛ لما له من شخصية كاريزمية وعمره الذي لا يتجاوز الأربعين.
فرنسا منقسمة
ومع ذلك، رأت الصحيفة أنه برغم الفرحة التي ستكون في بروكسل وبرلين من احتمال انتخاب شخص يدعم الوحدة والاتحاد الأوروبي، فإن هذا ليس الوقت المناسب من جانبهما ولا من جانب ماكرون لاحتفال مبالغ فيه؛ لأن فرنسا لا تزال منقسمة بشدة، ونصف ناخبيها تقريبًا دعموا مرشحين يكرهون الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن “ماكرون أفضل أمل لفرنسا بهذا الاضطراب الشديد الذي تعيشه البلاد في مشاكل تتراوح بين عدم المساواة والبطالة والانقسامات الاجتماعية والإرهاب”.
الفرصة الأخيرة
ومع أنه قد يبدو من المرجح أن “المتطرفين” مُنعوا من الوصول إلى السلطة هذه المرة، لكن السياسة كالمعتاد ستشهد إقبالًا أقوى لهم في الانتخابات المقبلة. ولذلك؛ فإن أمام ماكرون فرصة أخيرة لإصلاح فرنسا، وعكس خيبة الأمل التي يشعر بها عديد من الفرنسيين نحو قادتهم.
وفي السياق، كتبت جارديان في افتتاحيتها أن هذه النتائج تمثّل تغييرًا سياسيًا هامًا لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة منذ نحو ستين عامًا؛ حيث ستكون المنافسة الثانية المقررة في مايو بين مرشحين خارجيين. ولن يكون أي من المرشحين من الأحزاب القائمة من اليسار واليمين في جولة الإعادة.
طبيعة الصراع
واعتبرت الصحيفة هزيمة الأحزاب القائمة إهانة لسياسة الأحزاب الفرنسية الحديثة من اليسار واليمين، كما أظهرت النتائج، وأن السباق القادم سيكون صراعًا بين الانفتاح والتعصب والعولمة والقومية والتفاؤل والكراهية ورد الفعل والإصلاح والأمل والخوف.
واختتمت بأن ماكرون أفضل أمل لفرنسا بهذا الاضطراب الشديد الذي تعيشه البلاد في مشاكل تتراوح بين عدم المساواة والبطالة والانقسامات الاجتماعية و”الإرهاب”، وأن الناخبين الفرنسيين بهذه الخطوة الجريئة انفصلوا عن الماضي ويجب عليهم الآن إنهاء هذه الثورة.