أدى تقاعس قوات الحماية المدنية بالإسكندرية، وعدم نجاحها في إزالة الأنقاض عن المصابين وسكان العقارات المنهارة بشارع النصر بحي المنشية حتى الآن؛ إلى وجود حالة منالاحتقان بين أهالى الشارع ومسئولوا الحماية المدنية .
ولم تنجح مبررات المسئولين في إقناع الأهالي بالتزام الهدوء حتى ينجحوا في إتمام عملية رفع الأنقاض، وتشهد المنطقةحاليًاحالة من الصراخ والعويل من الأهالي، رافعين أيديهم تضرعا إلى الله لإنقاذ سكان البرج المنهار.
وقد أكد مصدر مسئول أن الوصول إلى الضحايا صعب للغاية لضيق الشوارع المحيطة بالبرج المنهار، فضلا عن انقطاع التيار الكهربي بالمنطقة، الأمر الذى اضطر قوات الحماية المدنية إلى استخدام بطاريات الهواتف المحمولة للاستعانة بها فى إضاءة المكان.
وأكد شهود عيان، أن الأهالي لاحظوا وجود ميل في المبنى منذ أكثر من أسبوع، وأنهمأخطروا إدارة حي الجمرك والجهات المعينة، وكلفت إدارة الحي أحد المهندسين لدراسة الحالة،وأكد بدوره وجود ميل قدره "25 سم" في المبنى وطالب بإزالة 4 طوابق مخالفة من أعلى البرج.
إلا أن ذلك لم يحدث لأن الحي لم يرسل من ينفذ تعليمات المهندس المشرف على معاينة المبني، واتهم الأهاليالحيبتلقيه رشاوى من المالك لعدم تنفيذ قرار إزالة الطوابق الأربعة بعد ملاحظة وجود الميل،حتى سقط المبني بالكامل عصر اليوم.
فيما وقف باقي أهالي الضحايا المنكوبين يبكون على ذويهم الذين مازالوا تحت الأنقاض، حيث أكد أحد الأهالي أنه ينتظر خروج جثمان ضحايا انهيار العقار حيث يقع منزلة بجوار العقار، وقال وهو يبكي إنه ينتظر خروج جثمان زوجتة و"حماته" .
وقالت ربة منزل تجهش بالبكاء وتشكو من أن أطفالها قد أصيبوا بحالة هلع وخوف بعدما شاهدوهمن مناظر مفزعة وخروج أجزاء بشرية من تحت الأنقاض،وأكدت على أن الجثث تخرج مفتتة من هول ما تعرضتأثناءالانهيار،وطالبت بتدخل المحافظة لوقف تلك المهازل وإعدام المقاولين الذين انعدم منهم الضمير.
وقد استخرجتقوات الحماية المدينة 4 مصابين من تحت الأنقاض فوق 3 عقارات أخرى ومخبز بلدي، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الأمير الجامعي بالإسكندرية لتلقي العلاج وهمجابر أحمد علي زايد16 سنة، وأسماء محمود فوزي 7 سنوات، وعادل السيد5 سنوات،وأحمد السيد17 سنة، وكلهم مصابين إصابات ما بعد الارتجاج وجروح فى مختلف أنحاء الجسم، وأنه جارٍ استخراج باقي المصابين من تحت الأنقاض.
من ناحية أخرى، أعلن الدكتور أسامة الفولي محافظ الإسكندرية، استقالته من منصبه في ظل تفاقم المشكلات التي تعانى منها المحافظة حاليا، وعدم تعاون الأجهزة الأمنية معه بشكل فعال.
وقال الفولي إنه تقدم باستقالته بعد أن سبق وأن تقدم بها مرتين قبل ذلك، وإنه سيواصل عمله فى الوقت الراهن تنفيذا لتعليمات رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري.
وكانت المرة الأولى التي تقدم بها الفولى باستقالته عقب إعلان فوز الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية مع جميع محافظين الجمهورية، إلا أن الدكتور كمال الجنزورى كلفه بمهام منصبه تسييرا للأعمال.
وفي المرة الثانية تقدم الفولى باستقالته اعتراضا على عدم تعاون الأجهزة التنفيذية والقطاع الأمني،وعدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لاستكمال المشروعات بالمحافظة .
وأكد الفولي، أن العقار المنهار بالمحافظة كان خاليا من السكان، وأن المنازل التي كانت حوله عقارات أغلبها متهالكة، وأن حالات الإصابات محدودة، نظراً لأن المنازل التى حوله معظمها صادر لها قرارات إزالة.
وقال المحافظ : "كنت أصرخ للمطالبة بتطبيق قانون الطوارئ على مجرمي العقارات،وإمكانيات المحافظة محدودة ولا يوجد مساكن اقتصادية من المحافظة لتوفير سكن إداري لأصحاب العقارات المتهالكة، الأمر الذي يؤدي إلى استمرارهم في البقاء بها رغم حالتها الآيلة للسقوط".
وأضاف الفولي، أن المحافظة استعانت بأكثر من 12 معدّة من معدات قوات الجيش والقوات البحرية وشركة المقاولين العرب لرفع أنقاض العقار المنهار، و3 عقارات أخرى انهارت بجانبه.
وقال الفولي، إن المحافظة أمرت بهدم عقار كان يتكون من طابق واحد خالٍ من السكان وآيل للسقوط ويقع في مدخل الشارع حتى تتمكن المعدات من الدخول إلى الشارع لرفع الأنقاض.