أصدر عبدالرحيم على، رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير جريدة البوابة نيوز، مساء أمس الإثنين، بيانًا بشأن وقف عدد الثلاثاء من الصحيفة لليوم الثاني على التوالي.
وجاء في البيان :”لليوم الثاني على التوالي يصدمنا قرار الرقابة بمصادرة عدد البوابة من المطبعة، وهو أمر نراه جللا وخطيرًا ليس فقط فيما يتعلق بمستقبل حرية الصحافة في مصر، ولكن لمسيرة الحرية والديمقراطية بشكل عام، لقد كانت البوابة، ولم تزل، لسان حال المصريين الصادق والحر، ولطالما خاضت معارك الوطن ضد الإرهاب والتطرف بشرف ونزاهة وقوة، كانت مثار إعجاب واحترام الأعداء قبل الأصدقاء”.
وتابع: “لقد فجعنا، كجميع المصريين بمصاب أبناء الوطن، الذين راحوا ضحية الإرهاب الغادر، ولم يكن بوسعنا سوى المطالبة بالضرب على أيدي المقصرين أيا كانوا، لا أوثان ولا أصنام حينما يتعلق الأمر بأمن الوطن وسلامة أبنائه”.
وأضاف البيان: “هناك أوقات في عمر الوطن لا يجب أن يعلو فيها سوى صوت الحق والعدل، فهناك دماء سالت وقلوب فطرت ودموع لن تجف قبل أن ترى القصاص، لن يعزيها سوى محاسبة المقصرين حتى لو كانوا في حجم وزير الداخلية، وكما طالبنا بضرورة الضرب بيد من حديد على رؤوس الإرهاب الغاشم، طالبنا بمحاسبة المقصرين وتعديل الإستراتيجية الأمنية حتى يستوي العود ونمضي قدما في مواجهة أخطر ظاهرة تواجه بلادنا في القرن الواحد والعشرين، واعتبرنا أن ذلك حق لنا وليس منحة من أحد، فإذا بنا نفاجأ بقرار مصادرة الصحيفة، ولليوم الثاني على التوالي”.
واستطرد: “إن الضمير الإنساني، قبل المهني، يحتم علينا أن نكون أعين الوطن ونبضه ولسانه الحر، ولن يثنينا عن ذلك مصادرة أو حجب، فالوطن أكبر من الجميع، ونحن لا نملك سوى الكلمة نقولها ناصعة قوية حماية لأمننا القومي وصونا لوحدتنا الوطنية”.
واختتم: “ونحن إذ نستنكر ذلك الاعتداء الصارخ على حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور والقانون، نؤكد احترامنا الكامل لوحدتنا الوطنية ومؤسساتنا الدستورية ونأمل في إنهاء تلك الأزمة التي لن يستفيد منها أحد، لكننا في الوقت نفسه نؤكد أننا لن نركع أو نتراجع وسنواصل أداءنا المهني لصالح بلادنا، وانتصارا لحرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل”.
يذكر أنه تم مصادرة الأعداد المطبوعة من عدد الاثنين من جريدة البوابة، بعد نشرها مقالًا بعنوان “يوم أسود في تاريخ مصر”، وظهر فيه هجوم كامل على أركان دولة عبدالفتاح السيسي.
وبدأت الصحيفة حملتها ضد النظام لصالح الأقباط؛ حيث استهلتها بصورة السيسي وألقت عليه اللوم بسبب استمرار التفجيرات في حق الأقباط دون جديد، قائلة عبر مقال لرئيس تحريرها: “قتلوهم لأنهم أهلك يا سيادة الرئيس، لأنهم أحبوك”.
وأضاف: “لقد تجاوزَ وزيرُ الداخلية كل الخطوط، فما حدث بالأمس، وبكلمات واضحة صريحة، إهمالٌ أمنيٌّ جسيم، يستحق التوقف وإعادة النظر في المنظومة الأمنية كافة؛ إذ كيف يمكن لنا أن نتجاوز هذا العدد الكبير من الشهداء الذي سقط بالأمس دون أي جريرة ارتكبوها سوى أنهم يؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسي ويقفون خلف الدولة المصرية؟”.
واعتبر أن “التقصير الأمني الذي حدث في طنطا والإسكندرية لا يتحمل مسؤوليته ضباط وجنود الشرطة الذين يواجهون الإرهاب في الشارع بكل شجاعة؛ إنما يتحمل مسؤوليته المسؤولون عن وضع الخطط الاستراتيجية في المؤسسة الأمنية المصرية، وفي مقدمتهم وزير الداخلية”.