أحبطت الشرطة الماليزية، “مخطط إرهابي” لاستهداف الملك سلمان أثناء زيارته إلى كوالالمبور، وقالت الشرطة إن المتشددين السبعة الذين اعتقلتهم بنهاية الشهر الماضي كانوا يخططون لتنفيذ هجوم على “أمراء عرب” يزورون كوالالمبور، ولكن تم اعتقالهم قبل أيام من زيارة العاهل السعودي.
وقال خالد أبو بكر قائد الشرطة للصحفيين: “كانوا يخططون لتنفيذ هجوم على أمراء عرب خلال زيارتهم لكوالالمبور. ألقينا القبض عليهم في آخر لحظة”، وأضاف أن المعتقلين السبعة المشتبه بأنهم على صلة بتنظيم الدولة، خططوا لتنفيذ هجوم على الملك السعودي خلال تواجده في كوالالمبور.
وأوضح أبو بكر أن اليمنيين الأربعة الذين كانوا بين المعتقلين السبعة، خططوا لاستهداف أعضاء من العائلة السعودية الحاكمة أثناء زيارتهم إلى البلاد، كما أنهم كانوا أعضاء في جماعة إجرامية معنية بتزوير جوازات السفر والاتجار بالمخدرات.
وتتراوح أعمار اليمنيين المعتقلين بين 26 و33 عامًا، وتم إلقاء القبض عليهم في مدينة سايبر جايا، ومن بين اليمنيين الأربعة شخص كان يعمل طباخا في مطعم يمني في سايبر جايا، فيما كان آخر يدرس في جامعة ماليزية خاصة.
وأكدت مصادر في الشرطة الماليزية أن اليمنيين الأربعة مقيمون في ماليزيا منذ خمس سنوات، حيث تلقت السلطات الماليزية معلومات استخباراتية حول اليمنيين ونواياهم قبل وصول الملك السعودي إلى البلاد بأيام.
وقالت ماليزيا يوم الأحد إنها اعتقلت ماليزيّا وستة أجانب هم إندونيسي وأربعة يمنيين وشخص من شرق آسيا في الفترة بين 21 و26 فبراير للاشتباه في صلتهم بجماعات متشددة بينها تنظيم الدولة.
وبدأ العاهل السعودي الأسبوع الماضي جولة تشمل ماليزيا، وإندونيسيا، وسلطنة بروناي، واليابان، والصين، والمالديف، بالإضافة إلى حضور الدورة الثامنة والعشرين لجامعة الدول العربية، التي ستقام في الأردن؛ بحثاً عن “تعزيز وتطوير علاقات المملكة في المجالات كافة مع الدول الشقيقة”.
وأشار مراقبون، أنه على ما يبدو أن العاهل السعودي عازم على توسيع نفوذ بلاده وتوطيد علاقاتها بالعالم الإسلامي ومحيطها الآسيوي، بعدما تمكّن من ترتيب علاقات متميزة عربيًا وخليجيًا، حتى باتت المملكة عاصمة للقرار العربي في عدد من القضايا الاستراتيجية، فضلاً عن كونها تقود تحالفاً إسلامياً لمواجهة الإرهاب.
وتأتي أهمية زيارة الملك سلمان إلى ماليزيا في كونها جاءت في وقت تشهد فيه العلاقات العربية الإندونيسية ضعفًا كبيرًا على الصعيد التجاري، في حين شهدت العلاقات السياسية والتجارية بين جاكرتا وطهران تواصلًا محمومًا خلال العامين الماضيين، فالوفود الإيرانية كرّرت زياراتها لجاكرتا، كما زار الرئيس الإندونيسي إيران في ديسمبر الماضي.
وعقِب زيارة الملك سلمان شنت إيران هجومًا على الحكومة الماليزية بسبب اتهام الأخيرة لطهران بالتدخل في شؤون المنطقة وبث روح الطائفية، وانتقد الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الخميس، البيان الختامي لزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى ماليزيا، والذي تضمن اتهامات لإيران بزعزعة الأوضاع في المنطقة، بحسب وكالة “مهر” الإيرانية.
وكانت كوالالمبور أعربت، خلال البيان، عن قلقها البالغ من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأكدت الحاجة إلى التزام إيران بمبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول، وفي حين بدا أنه محاولة إيرانية لخلق أزمة سياسية مع ماليزيا التي احتفت بالعاهل السعودي، أدان قاسمي بـ”شدة” البند الـ15 من البيان والذي تضمن توجيه اتهامات لإيران، ورفض هذه الاتهامات بشدة.