تزامنًا مع استمرار حبس رموز ثورة يناير، تمكّن الرئيس المخلوع حسني مبارك من الانتصار على ثوار 25 يناير. فبعد ست سنوات من ثورة يناير وإجباره على التنحي من منصبه كرئيس للجمهورية، ومن ثم تقديمه إلى محكامات حصل فيها جميعًا على البراءة، كان آخرها بالأمس عبر محكمة النقض من تهمة قتل المتظاهرين؛ فإن هناك عدة أسباب وصفت بـ”الخطايا” مهّدت الطريق لهذه البراءة وسيطرة العسكر على الحكم.
غياب المحاكمة الثورية
يقول المهندس ممدوح حمزة، الناشط السيسي، في تصريح لـ”رصد”، إن ثورة يناير غابت عنها أهم مطالبها، وهي إقامة محكمة ثورية لتقتص ممنْ قتل الثوار؛ بداية من “جمعة الغضب” حتى أحداث ماسبيرو، ليتمادى فيما بعد نظام الانقلاب في مباركة وتنفيذ جرائم قتل أخرى، منها مذبحتا “رابعة” و”النهضة”.
تشتت الثوار
وأشار “حمزة” إلى أنه بعد إسقاط حسني مبارك تفرّق الثوار جميعًا واتجهت الأحزاب وجماعة الإخوان إلى الاستعداد للسيطرة الحزبية على الحكم دون مراعاة مصلحة الدولة وتطهيرها من الفاسدين.
التخلي عن الميدان لصالح المجلس العسكري
وأكد أن من ضمن الخطايا ترك الثوار للميدان بعد خلع مبارك، الذي فوض المجلس العسكري الأعلى لإدارة شؤون البلاد؛ ليعتبر الثوار أن المجلس العسكري شريك في هذه الثورة، ومن ثم فرض الوصايا عليهم بالقوة.
وتابع: “كان يجب على الثوار ألا يتركوا الميدان حتى يتم تشكيل مجلس رئاسي مدني ليحكم البلاد لفترة انتقالية، والتي يقوم فيها الثوار باجتثاث النظام السابق من جذوره؛ حتى يتجنبوا الثورة المضادة من ذلك النظام الفاسد”.
الموافقة على “شرف”
ويعتبر موافقة الثوار على تعيين عصام شرف، أحد رجال مبارك، ليدير أول حكومة بعد الثورة أبرز الخطايا؛ باعتباره لا يمت إلى الثورة ولا للثوار، وحتى وإن خطب في الثوار بميدان التحرير وهو متحمس.
وعلى يد عصام شرف تنازل الثوار تدريجيًا عن مطالب الثورة وأهدافها.
أحداث “محمد محمود”
تُرك الثوار بمفردهم في أحداث “محمد محمود” الأولى في نوفمبر 2011 ليواجهوا آلة الجيش العسكرية وهي تحصد أرواحهم، وكان على الجميع مساندتهم لتمكين مجلس مدني يدير البلاد بدلًا من المجلس العسكري؛ ولكن الجميع، خاصة التيار الإسلامي، كانوا يلهثون وراء الاستحقاقات الانتخابية؛ ثقة منهم في المجلس العسكري الذي يشرف عليها وهو يبيّت بليلٍ للثورة وللثوار في إزالة الثورة ومحوها تمامًا ومحو مطالبها من الوجود.
الارتماء في أحضان العسكر
في 30 يونيو اتحد الفلول مع فصائل من ثوار 25 يناير، وانضم الاثنان في تحالف “تمرد” الذي كشف عنه حازم عبدالعظيم فيما بعد أنه تأسس على يد المخابرات المصرية.
وخرج الثوار والفلول في الشوارع ضد جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي ليكون هناك موقعان للثوار في مصر بدلًا من موقع واحد كما كان؛ فمؤيدو انقلاب 30 يونيو سيطروا على ميدان التحرير تحت حماية الجيش بينما لجأ الإسلاميون إلى ميدان رابعة ليتظاهروا فيه.