تسعى الولايات المتحدة إلى تشكيل ائتلاف عسكري مع عدد من الحلفاء العرب لمواجهة إيران، ويشجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحل “الإقليمي” للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مدعمًا اقتراح توحيد دولة اليهودية مع القوى العربية ضد إيران.
ويرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل إذا تمكنت من تحويل علاقتها مع الدول العربية السنية فإن ذلك يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى الطريق نحو حل حقيقي مع الفلسطينيين”.
.كل هذه رغبات لقادة سياسيين ورؤساء ومسؤولين؛ ولكن هل من الممكن أن تتحقق على أرض الواقع؟ بحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي تايمز” الباكستانية.
وتستمر الصحيفة الباكستانية في طرح التساؤلات مثل: كيف سيكون هذا التحالف العربي الإسرائيلي إلزاميًا؟ وكيف سيؤدي إلى حل التوترات بين “إسرائيل” وفلسطين؟
يقول التقرير الباكستاني إنه بعد عقود من العداء يسعى نتنياهو إلى إشراك الأعداء السابقين لبلاده في تحالف لإيجاد حل لأزمة إسرائيل في الشرق الأوسط.
ولكن، يبدو أن “المحنة تؤدي إلى شراكات غريبة”؛ خاصة إذا تأملنا هذا الحلف المنتظر: وجود تحالف بين المسلمين واليهود مدعوم من مسيحيين ضد بلد مسلم آخر بسبب التنافس الطائفي، بحسب الصحيفة الباكستانية نفسها.
وتضيف “ديلي تايمز” أن إيران والمملكة العربية السعودية تتنافسان في مسابقة متوترة على النفوذ الإقليمي في المنطقة، ومن جهتها تستفيد “إسرائيل” من الانقسامات بين السنة والشيعة لتمزيق العالم الإسلامي.
ويؤكد التقرير أن أمر التحالف ليس سهلًا؛ فالتحالف اتصال أعمق بكثير من مجرد الصداقة، فهو يتطلب المخاطرة بتقاسم السلطة والاقتصاد عند الحاجة إليها، وهو أمر ليس سهل التطبيق بين العرب السنة وإسرائيل.
وإذا حاولنا تطبيق قواعد أيّ تحالف على التحالف العربي الإسرائيلي، ففي هذه الحالة يجب على “إسرائيل” تقديم المعلومات الاستخباراتية، وعلى الدول العربية الأخرى المشاركة في هذا التحالف أن تتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل لمواجهة إيران؛ وهي أمور غير واقعية ولا يمكن أن يتم تنفيذها.
ومن المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة الدعم العسكري والاستخباراتي للتحالف؛ ولكن من المؤكد أنه لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ستكونان جزءًا من اتفاقية للدفاع المشترك.
وبالتالي؛ يمكن القول إنه في مثل هذه الظروف هذا التحالف لن يكون واقعيًا ولا فعالًا؛ خاصة بعد أن نطرح سؤالًا حول موقع الفلسطينيين من هذا التحالف.