واصل نظام عبدالفتاح السيسي سياساته بمنع عبور شخصيات سياسية عربية وغربية بارزة إلى مصر وفقًا لأسباب سياسية تضعها المخابرات أو الأمن الوطني، كان آخرها منع المسؤول بحركة فتح الفلسطينية جبريل الرجوب، وأمرت سلطات مطار القاهرة بترحيله من مصر.

المخابرات تمنع الرجوب

كشف منير الجاغوب، المسؤول في حركة “فتح” بالضفة الغربية، عبر صفحته في موقع “فيس بوك”، أن جبريل الرجوب القيادي بحركة “فتح” تلقى دعوة من الجامعة العربية لحضور مؤتمر في مدينة شرم الشيخ المصرية عن الإرهاب؛ إلا أن الوفد الفلسطيني انسحب من المؤتمر بعد علمه بمنع دخول الرجوب بناء على أوامر من المخابرات المصرية.

وأبلغ مسؤولو المطار جبريل الرجوب، المقرب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعضو البارز في اللجنة التنفيذية لحركة “فتح” التي يتزعمها عباس، أن اسمه مدرج على قائمة الممنوعين من الدخول، وأوضحت المصادر أنه تم ترحيله على طائرة متجهة إلى الأردن.

ولم تقدم المصادر سببًا آخر لترحيل الرجوب، المسؤول الأمني السابق في السلطة الفلسطينية، الذي يرأس حاليًا المجلس الأعلى للشباب والرياضة والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.

الضغط على محمود عباس

وقال حسن أبوهنية، المحلل السياسي الأردني، في تصريح لـ”رصد”، إن النظام المصري لا يفرق بين “حماس” أو “فتح”؛ فالتعنت طال الطرفين وكلاهما واحد أمام السيسي، ولعل التسريبات التي كشفت اتصال ضابط المخابرات مع محمد دحلان المعادي لمحمود عباس ثبتت اليوم؛ فهناك دعم مصري لدحلان ضد عباس وكل ذلك لصالح الاحتلال.

وأوضح أبوهنية أن مصر تفرض حصارًا سياسيًا دائمًا لا تتم فيه أي انفراجة إلا وفقًا للمصالح والتنسيق بين الأطراف الأربعة مصر وحماس وفتح والاحتلال الصهيوني.

ولم يقتصر الأمر على الفلسطينيين بل هناك حالات شهدت منع مشاهير عرب من دخول مصر:

1- الأكاديمي عاطف العطار

تعرض عاطف بطرس العطار، وهو أكاديمي مصري يحمل الجنسية الألمانية، إلى الاحتجاز في مطار القاهرة أثناء قدومه إلى مصر في 29 يناير 2016. وأبلغ اﻷمن الوطني مسؤولي السفارة الألمانية أن عاطف بطرس ممنوع من دخول مصر مدى الحياة، على أن يتم ترحيله إلى المانيا صبيحة اليوم التالي.

ونقلت صحيفة “المصري اليوم” عن مصدر أمني بمطار القاهرة قوله إن “مطار القاهرة جهة تنفيذية، لا يملك منع أي أحد من دخول البلاد إلا بناء على حكم قضائي أو بناء على طلب إحدى الجهات الأمنية أو الجهات القضائية، وقد أصدرت جهات أمنية بالدولة تقريرًا بمنع الدكتور عاطف بطرس من دخول البلاد”.

2- جميلة بوحريد

وفي 2015م منعت سلطات مطار القاهرة 80 ناشطة يسعين إلى دخول قطاع غزة بصحبة “جميلة بوحريد”.

3- آمال قرامي

كما منعت السلطات المصرية الأكاديمية التونسية آمال قرامي من دخول مصر في 3 يناير 2015، بعد احتجازها في مطار القاهرة لمدة 16 ساعة والتحقيق معها بشأن أسباب زيارتها إلى مصر.

4- ميشيل دن

وتعرضت الباحثة الأميركية ميشيل دن إلى المنع من دخول مصر وتم ترحيلها إلى جهة القدوم “ألمانيا” في 13 ديسمبر 2014، وأخبرتها السلطات الأمنية في المطار أنها “ممنوعة من دخول مصر”، بحسب ما روته “دن” في مقابلة تلفزيونية.

وكان لدى ميشيل دن، وهي باحثة بمركز كارنيجي للسلام الدولي، دعوة من المجلس المصري للشؤون الخارجية لحضور مؤتمر ينظمه المجلس عن علاقة مصر بالعالم في ضوء التطورات السياسية التي تمر بالعالم العربي.

5- كينث ورث

ومنع أمن مطار القاهرة المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش “كينث روث” والمديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة “سارة ليا ويتسن” من دخول مصر في 10 أغسطس 2014، بعد احتجازهما في مطار القاهرة لمدة 12 ساعة. ونقل موقع “مدى مصر” عن مصادر أن روث وويتسن “خضعا في المطار إلى تحقيق استمر عدة ساعات قبل ترحيلهما”.

وقَدِمَ المسؤولان بهيومن رايتس ووتش إلى القاهرة من أجل استعراض تقرير للمنظمة عن “عمليات القتل الجماعي في مصر خلال يوليو وأغسطس 2013” ومناقشة التقرير مع جمع من الدبلوماسيين والصحفيين في القاهرة.