أكد عدد من الخبراء الأميركيين لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية على أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية من قبل إدارة ترامب سيكون له تأثيرات سلبية في الداخل العربي والمصالح الأميركية.
وقال التقرير إنه في المغرب قد يختل التوازن السياسي الهش بها، وفي الأردن قد يمنع الدبلوماسيين الأميركيين من مقابلة قادة المعارضة، وفي تونس قد يجرم الحزب السياسي الذي نظر إليه كنموذج للديمقراطية في أعقاب الربيع العربي.
وأوضح الخبراء أن كل المبادرات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي وضعت العالم العربي على حافة الهاوية، لم تثر المشاكل داخل الوضع السياسي المحلي للعالم العريي مثلما قد يفعل تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وهي الحركة الإسلامية البارزة التي لديها الملايين من الأتباع .
ويقول “إساندر الأمراني” المحلل بمؤسسة “انترناشونال كريسس جروب”: “تأثير هذا التصنيف سيكون عظيما”، ويضيف: “قد يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار بلدان حيث سيحفز ذلك القوى المناوئة للإسلاميين ،وقد يتسبب في زيادة الاستقطاب”.
وبالرغم من عدم وضوح تصنيف إدارة ترامب الجماعة كمنظمة إرهابية، إلا أن الاحتمال كبير للغاية، وبالنسبة لـ”ترامب” فإنه لم يتردد في تنفيذ أي من وعوده الانتخابية تجاه الشرق الأوسط، التي تركز بشكل دقيق على مكافحة الإرهاب، وتستهدف مؤيدية في الداخل الأميركي، الذين يرون الإسلاميين – أو حتى كل المسلمين- كمعادين محتملين، بحسب تقرير “نيويورك تايمز”.
وأوضح التقرير أنه في العديد من مناطق الشرق الأوسط، ينتظر الكثيرون لائحة الاتهامات التي سيوجهها دونالد ترامب للتنبؤ بما سيحدث في المستقبل، فيما يقول عماد شاهين شاهين المحاضر بجامعة جورج واشنطن: “أبعدنا أوباما عن لغة صدام الحضارات، أما ترامب فيأخذنا بسرعة إليها”.
ويلفت التقرير إلى أن التصنيف سيكون سبب فرح لعبدالفتاح السيسي، الجنرال السابق، الذي قاد حملة قمع شديدة القسوة ضد الإخوان المسلمين منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين، وأيضاً ستدعم السعودية والإمارات هذا الأمر.
وأضاف التقرير: “لكن في البلدان التي تبرز فيها الأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين في البرلمان أو في السلطة، يقول الخبراء أن التصنيف سيكون له تأثيرات خطيرة على السياسة الداخلية، والدبلوماسية الأميركية، والحرب الأوسع ضد التطرف الإسلامي”.
ويبين التقرير أن الحماسة الأولى التي صاحبت هذا التصنيف قد خفت، إذ يؤكد تقييم المخابرات المركزية المسرب عن أن عزل الإخوان المسلمين، سيساعد في تقوية المجموعات الجهادية”، لكن الحقيقة الواضحة هي أن الحظر الذي يخضع لبحث ودراسة من من قبل مساعدي ترامب سيكون نذير شؤم للمنطقة حيث يتوازن فيها الدين والسياسة بدقة بالغة.
ويقول السيد “فير شتين” من معهد الشرق الأوسط معلقاً على دعم ترامب لديكتاتوريي الشرق الأوسط “من السهل أن تقول أني أدعم أصدقائي” ويستطرد: “لكن الأنظمة الديكتاتورية دائماً ما تكون هشة وضعيفة، اعتقدنا أننا ندعم ونؤيد شاه إيران حتى اليوم الذي استقل فيه طائرة وغادر البلاد، والآن نرى نتيجة ذلك منذ 40 عاماً مضت لا يمكننا إقامة علاقة مع إيران”.
ويؤكد جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان، في رسالة مسربة من سجن العقرب شديد الحراسة، أن “ترامب” يرتكب الأمر الخطأ ويعترف أن الجماعة ارتكبت أخطاءً فادحة خلال عام قضته في السلطة ،لافتاً إلى الدروس القاسية التي تعلمتها الجماعة من الربيع العربي، ومشيراً إلى أن الإخوان فشلوا في الاستجابة للمعارضة الصاخبة لملايين المصريين الذين لم يتقبلوا مرسي، مصرا على أن الجماعة ترفض العنف بشدة ويقول “أخطاؤنا عديدة، لكن العنف ليس من بينها”.
ويختم التقرير بقول “مايكل حنا” من مؤسسة “سنشري”: “نتعامل مع الإخوان، ونعرف أنهم من الكيانات المريبة”، مستطردا “تجاهلهم أو قمعهم سيؤدي بنا إلى منطقة سيئة للغاية”.