أكد عددا من خبراء أن تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستمرار المساعدات الأميركية لمصر يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الأميركية خاصة بعدما شهدت هذه العلاقات بعض التوتر في عهد أوباما بعد أحداث 3 يوليو ولعل هذا التحسن يعود بالدرجة الأولى إلى توافق اهتمامات الدولتين خلال هذه المرحلة؟
واعتبر الخبراء أن هذه المساعدات وتدفقها شيء طبيعي خاصة في ظل اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني والذي يضمن استمرار المساعدات لمصر ولكن توقف البعض منها أدى إلى توتر ملموس بين الدولتين ولكن تأتي تأكيدات ترامب لتزيل أي سوء فهم بين البلدين خاصة أن الهدف الأساسي من تدفق هو محاربة الإرهاب وهي إستراتيجية مشتركة للدولتين.
وقال د.سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالمساعدات الأميركية يعني بداية صفحة جديدة في العلاقات المصرية الأميركية بعدما تأزمت في بعض فتراتها أثناء حكم أوباما، حيث غن هناك اتفاق مصري أميركي بين السيسي وترامب على مكافحة الإرهاب والتصدي له خاصة أن الرئيس الأميركي لا يريد أن يستعدي أحدا في المنطقة خاصة الدول التي تواجه الإرهاب وما جاء في الاتصال التليفوني بين الرئيسيسن يؤكد هذا بوضوح.
وحول موقف إسرائيل من تعهد ترامب بهذه المساعدات؛ قال “اللاوندي”، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “أعتقد أن إسرائيل ليس من حقها أن تعلق على هذا الأمر لأن هذه المساعدات مدونة ومتفق عليها في اتفاقية السلام بين البلدين وبالتالى لا يمكن الحديث حولها خاصة أن إسرائيل تحصل على مساعدات كبيرة من أميركا كما أن العلاقات الدولية تحركها المصالح وليس العواطف وهذا معناه أن أميركا تبحث عن مصالحها مع أي دولة ولا تخضع لأي ضغوط من أي دولة خاصة إذا كان ذلك يمس صميم المصالح الأميركية، وبالتأكيد استمرار العلاقات المصرية الأميركية وتطورها يصب في مصلحة البلدين”.
وأكد على أن هذه المساعدات مهمة لمصر في هذا التوقيت لأنها تهدف لمحاربة الإرهاب في ظل مواجهة مصر لهذا الخطر، حيث تدفع ثمنا كبيرا جراء ذلك، ومن هنا ستوظف كل إمكانياتها الداخلية والخارجية – أي المساعدات التي تأتيها من الخارج- لوقف هذا الخطر والخلاص منه وليس بالضرورة يتم توظيف هذه المساعدات ضد المعارضين للسلطة لأنه من المتفق عليه بين السلطة والمعارضة ضرورة مواجهة الإرهاب والتصدي له ولكن في حال وجود أي تهديد للأمن الداخلي لمصر بالتأكيد سوف يتم التصدي له إذا لم يلتزم بالقأنون الذي ينظم التظاهر والاحتجاج السلمي.
من جانبه قال ضياء رشوان مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية، في تصريحات صحفية: “فكرة تقديم المساعدات الأميركية لمصر منسجم مع فكرة رئيسية عند ترامب وموجودة في مصر وفي مختلف دول العالم، وهو الأولوية في محاربة الإرهاب، وهذا سيكون ملفًا رئيسيًا في التعاون بين البلدين، وفي السياق نفسه يأتي الحديث عن المساعدات العسكرية، والتي تصب في دعم قدرات مصر العسكرية”.
وتابع “رشوان” قائلا: “حتى نتذكر فإن مصر تعرضت لوقف بعض المساعدات العسكرية لبعض المعدات من أميركا، وتعرضت ولا تزال لقطع بعض المعدات العسكرية من بعض الدول الأوروبية في فترة ما بعد 30 يونيو تحت تأثير دعاية قامت بها جماعة الإخوان وتأثرت بها بعض الدوائر الغربية والأميركية فيما يخص ملف حقوق الإنسان، بالتالي فهذا تغير نوعي في شكل العلاقات الأميركية المصرية”.