قال سياسيون إنه من الممكن تفعيل الاصطفاف الثوري إذا صدقت النوايا وتوفرت الإرادة خاصة وأن هناك خطر يهدد الجميع، حيث تاكد لكافة التيارات أنه ليس بوسع فصيل بمفرده إنجاح الثورة أو تحدي ومواجهة النظام الحالي، وبالتالي أصبح التوحد والاصطفاف ضرورة لاستعادة ثورة يناير ومواجهة القوى المضادة لها.
وأبدوا تفاؤلهم بالمستقبل وبإمكانية الاصطفاف بعد وجود مبادرات ودعاوى تحرك المياه الراكدة، والتي كان آخرها بيان “يناير يجمعنا” وغيرها من الدعوات الأخرى مراهنين بشكل أكبر على الشباب وتمسكه بثورته وجرأته مطالبين باتخاذ خطوات جادة من القوى والتيارات الثورية لتفعل ذلك في الواقع بالتوازي مع حماس الشباب وتمسكهم بثورة يناير حتى يمكن ترجمة ذلك إلى واقع على الأرض.
واعتبر خالد الشريف، المتحدث باسم حزب البناء والتنمية وأحد الموقعين على بيان “يناير يجمعنا”، إن الاصطفاف الثوري بات ضرورة بل وواجب الوقت الذي على الجميع إن يسعى إليه، خاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها مصر الآن والتراجع الذي تشهده على كافة المستويات، والخطر الذي يحاصر البلاد سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، في ظل وجود سلطة خائنة تتنازل عن أهم مقدرات الشعب المصري سواء الأرض أو مياه النيل، فضلا عن معاناة الشعب اليومية واستهداف السلطة لمعارضيها بأبشع الطرق بحيث أصبح الجميع على اختلاف إنتماءاتهم السياسية في مرمي النيران.. كل هذا يحتم الاصطفاف الحقيقي خاصة إن الجميع أدرك إنه لا يمكنه بمفرده مواجهة هذه السلطة الغاشمة.
وحول مستقبل هذا الاصطفاف، قال “الشريف”، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “هناك عوامل كثيرة يمكن إن تساعد على نجاح هذا الاصطفاف في المستقبل لأن الجميع أدرك الخطر الذي يحدق بالبلاد، كما تبين لكافة التيارات والقوى السياسية إن المستهدف من جانب النظام هم من شاركوا في ثورة يناير وأن رقبة يناير هي المطلوبة وبالتالي أدرك الجميع الخطر وأعتقد إن هذه نقطة مهمة في استعادة اللحمة والوحدة الثورية”.
وأضاف: “النقطة الأخرى التي يمكن إن تعطينا الأمل في مستقبل أفضل للاصطفاف هو الاعتراف بالأخطاء وهذا حدث من عدة تيارات وإن كان بشكل مختلف ومتدرج في الوضوح، لكن هناك اعتراف بهذه الجزئية وهذا شيء جيد يضعنا على الطريق الصحيح بالإضافة إلى ما يمكن إن نسميه بالاعتراف المتبادل بين الأطراف وهذا بدأ يتضح في المبادرات المطروحة ومنها “يناير يجمعنا” والتي وقعت علىها عدة أطياف ثورية متنوعة وإن كان يحتاج إلى تطوير أكثر”.
ولفت “الشريف” إلى بعض التحديات التي تواجه هذا الاصطفاف والتي تتمثل في مؤامرات السلطة وألاعيبها وشيطنة المعارضين لها أيضا، وضربهم ببعضهم البعض كما حدث في التسريبات الأخيرة للبرادعي وغيره؛ بالإضافة الي تحديات بداخل الجماعة الثورية مثل التمسك بالمصالح الضيقة وعدم تقديم تنازلات مهمة كذلك محاولات تصدر المشهد واستمرار فكرة المغالبة على المحاصصة والمشاركة بصرف النظر عن حجم القوى المشاركة، وأيضا ضرورة إن يكون هناك خطاب قوي ومتفاعل مع الشارع، مؤكدا إنه يمكن التغلب على هذه التحديات إذا توفرت الإرادة.
من جانبه قال عبد العزيز الحسيني، القيادي بحزب الكرامة والتيار الشعبي، أنه لكي يتحقق الاصطفاف الثوري لابد من توفر عدة عوامل لذلك من بينها المراجعات من كافة القوى والتيارات السياسية وإعادة قراءتها للواقع الثوري والسياسي الحالي وبالتالي إعادة النظر في رؤيتها للآخرين وتصحيح الأخطاء خلال المرحلة الماضية لكل الفصائل وليس فصيل بعينه، لأن الجميع أخطأ بشكل أو بآخر وحان الوقت لأن نصحح أخطاءنا لأن الوضع الحالي والظرف الذي تمر به الثورة يحتم علينا ذلك.
وأضاف “الحسيني” في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “أنا متفائل رغم كل ما يجري على الأرض من أحداث تمثل تحديا لثورة يناير لأن هناك أكثر من واقعة أكدت لنا تمسك الشباب بثورته وإصراره عليها وهذا هو الجانب المضيء في هذا الغطار خاصة ما جرى من تمسك بالأرض وحق التظاهر والاحتجاج بشأن هذه القضية التي اعتبرناها فاصلة وكشفت لنا أولئك الذي يتخلون عن قضايا وطنية لا تقبل أي حلول وسط وتمسك الناس بأرضها وخاصة الشباب، فكل ذلك يبشر باستمرار هذه الثورة ولكن نحتاج إلى مزيد من الجهد من القوى السياسية وتقديم تنازلات وتعهدات تُفعّل في الواقع”.