رحب عدد من الحقوقيين بمبادرة “توأمة المعتقلين” واعتبروها بادرة طيبة تعلي من الشأن الإنساني والحقوقي وتشعر المعتقلين وأسر المختفين قسريا انهم ليسوا وحدهم وأن هناك من يتذكرهم ويذكر بهم وهذا من شأنه أن يهون بعض الشيء من آلامهم ويجعل هذا الملف حاضرا طوال الوقت.
وأشادوا بالجانب الإنساني والحقوقي للمبادرة والذي انتصر على السياسي والأيديولوجي وهذا تبلور في تبني اشخاص من تيارات سياسية لأشخاص آخرين من تيار سياسي مختلف عنهم تماما، معتبرين أن هذا يؤكد أن المبادرة ذات طابع إنساني بامتياز.
من جانبه قال عزت غنيم مدير “التنسيقية المصرية لحقوق والحريات”: “فكرة توأمة المعتقلين فكرة إنسانية جيدة تهدف لرفع الروح المعنوية للمعتقل وشعوره بأن هناك من لايزال يهتم به ويتذكره مما يهون عليه فترة الحبس بشكل كبير كما أنه يوجد أيضا هدف آخر للفكرة يتمثل في إحياء قضية آلاف المعتقلين في السجون”.
وحول فكرة الحملة؛ اضاف “غنيم”، في تصريحات خاصة لـ “رصد”: “أبرز ما يميز الحملة أنها كسرت حاجز التخندق السياسي والأيديولوجي حيث تبنى أشخاص ينتمون لتيارات ليبرالية ويسارية لمعتقلين من الاخوان، وفي تقديري هذا مكسب مهم لكسر الحاجز الذي كان موجودا بين التيارات السياسية المختلفة خاصة بعد 3 يوليو وبذلك تم تغليب الإنساني على السياسي”.
وأشار إلى أن الفكرة أصلا تتلخص في أن كل شخص يختار معتقلا أو مختفيا قسريا أو محكوما عليه ويركز جهده عليه فقط، يُذكر الناس به ويحمل قضيته”، وهناك صفحات تتضمن أسماء معتقلين يمكن اختيارهم، وهذا كله يسهم في التفاعل معهم وعدم تركهم للنسيان.
وبشأن تفعيل الحملة ومدي تداولها وعدد من استجابوا لها؛ تابع “غنيم”، قائلا: “الحقيقة قياسا لوقت الحملة منذ تفعيلها حتي الآن يعتبر التفاعل جيدا ومعقولا مع توقع زيادته في الفترة القادمة مع مزيد من التعريف بالحملة والمساهمة في نشرها بوسائل الإعلام المختلفة خاصة أنها فكرة إنسانية وليس لها سقف زمني معين أو مقيدة بتيار سياسي أو مؤسسي وهذا يعطيها قدرا كبيرا من الحرية مما يساهم في نشرها والمزيد من تفعيله”.
وقال إبراهيم متولي، الحقوقي ومنسق رابطة أسر المختفين قسريا: “هذه الفكرة موفقة للغاية وهدفها نبيل وعابرة للأيديولوجيات والتيارات السياسية وهذا هو الاختبار الحقيقي في الشعارات الإنسانية وبالفعل نجح مطلقو الحملة في هذا بشكل كبير وهذا يمكن أن يضاف إلى الهدف الأساسي للحملة والذي تم تفعيله بشكل جيد وهو التذكير بالمعتقلين والمختفين قسريا”.
وأضاف “متولي”، في تصريحات خاصة لـ”رصد”: “أنا من الناس الذين يمكن أن يشعروا بهذه الحملة أكثر لأني أب لمختفٍ قسري وعندما يختار أحد الاشخاص ابني المختفي ويكون توأمه ويتذكره ويذكر به الناس وهو مغيب لا نعرف عنه شيئا فهذا شعور لا يوصف وبالتالي نستطيع القول أن مثل هذه الحملات تلعب دورا مهما جدا في بث الأمل في المعتقلين وأهالي المختفين قسريا وتمنحهم جرعة من الأمل رغم قسوة الواقع”.
وعبر “متولي”، عن أمله في أن تتوسع الحملة في الانتشار أكثر فأكثر وأن يكون هناك اهتمام إعلامي بها بشكل قوي كنوع من المساهمة في تفعيلها وتوسيع مساحة انتشارها، لأن هذا من شأنه أن يكون عامل ضغط على المسئولين وكافة الجهات للاهتمام بملف الاعتقال والاختفاء القسري وبذل مزيد من الجهد للإفراج عن المعتقلين والكشف عن المختفين قسريا.