سلط تقرير لصحيفة “ديلي بيست” الأميركية الضوء على مشكلة ألغام الحرب العالمية الثانية التي زرعها دول الحلفاء والمحور في الصحراء الغربية.
وقالت الصحيفة إن الحرب العالمية الثانية كانت شديدة القسوة بالنسبة لمصر، وبالرغم من عدم مشاركتها فيها إلا أنها وجدت نفسها أقحمت في معارك بين القوى الأوروبية المتقاتلة عبر مساحات شاسعة من الرمال القاحلة.
وعندما غادرت هذه القوات بدباباتها، تركت خلفها ما يصل إلى 15 مليون لغم أرضي، لا يزال كثير منها متناثر في الأرض إلى يومنا هذا، وقضى قلة قليلة من الجنود الإيطاليين سنوات يبحثون في الأرشيفات العسكرية المليئة بالأتربة في محاولة لإيجاد الوثائق المعتلقة بالألغام، وأيضًا بقايا الحرب الإيطالية.
وقبل عشر سنوات اكتشف ضابط قوات جوية إيطالي العشرات من المخططات من زمن الحرب والصور الجوية في غرفة خلفية في روما، والآن تستخدم هذه الوثائق من أجل التعرف على أكبر تجمع للأجسام المتفجرة في مصر.
ويقول “ألدينو بوندسان”، البروفيسور بجامعة “بادوا” الإيطالية، ورئيس الجمعية الإيطالية للجيولوجيا والجغرافيا العسكرية “الأمر الهام، هو أن المخططات القديمة، لديها نفس النقاط المرجعية، وتستخدم نفس لغة الكتابة للوقت الحالي ويضيف “ألدينو” الذي يوثق بدأب تاريخ الحملة الإيطالية في مصر “أخذنا بعض المحاربين القدامى، في إحدى رحلاتنا، وحددوا بدقة بعض الخنادق التي احتلوها “.
ويشير التقرير إلى أن الجنرال الإيطالي “إروين روميل” هدف في عام 1941م، في ذروة الحرب العالمية الثانية إلى احتلال قناة السويس، وهو ما سيمنع بريطانيا من الوصول إلى حقول النفط الهامة في الخليج العربي، وذلك عن طريق التقدم من الجانب الليبي، وفي عام 1942م، لم تفعل الأطراف المتحاربة ،سوى قصف بعضهم البعض وزراعة الألغام ، وهو ما كلف ملايين الدولارات لاستخراجها لاحقًا.
ويقول فتحي الشاذلي السفير الأسبق لدى المملكة العربية السعودية ومديرالأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي: “في عام 1979م، عندما قررت مصر إزالة الألغام، أدركنا وقتها حجم المشكلة”
ولحسن حظ السلطات المصرية، فقد عمل “ألدينو” ورفقائه على مدار عقود حتى الآن، وبمطابقة صور الأقمار الصناعية وعلامات خرائط “فيلق أفريقيا”، السليمة بشكل أكبر من السجلات الإيطالية، فإنه أصبح لديهم القدرة على تحديد موقع 30.000 موقع دفاعي، كما أفادت السفارة البريطانية أنها سلمت الحكومة المصرية مجموعة من خرائط الحرب العالمية عام 2000م.
ويلفت التقرير إلى أهمية انتصار الحلفاء في معركة العلمين، فيقول رئيس الوزراء البريطاني “تشرشل”: “قبل العلمين، لم نحقق أبدًا أي انتصار، وبعد العلمين لم نخسر أي معركة”، وتختم الصحيفة بالقول “نظرًا للمهمة الثقيلة التي تنتظر المصريين في إزالة ألغام الصحراء، فإنهم يأملون أن تنجز خرائط أرض المعركة نفس التقدم التي قدمتها “العلمين ” للحلفاء في الحرب.