شهد عام 2016 العديد من الانتصارات والانكسارات للعشرات من القيادات النسائية اللائي تولين مراكز قيادية في دولهن، فمازالت المستشارة الالمانية “ميركل” تتصدر قوائم النساء الاكثر نفوذا في العالم على مدار 6 سنوات، وفي الولايات المتحدة الاميركية بدأ يتلاشى نجم ميشيل اوباما بعد فوز ترامب بالانتخابات الاميركية، لتخطف منها الاضواء ميلانيا ترامب، كما انكسرت هيلاري كلينتون بعد هزيمتها في انتخابات الرئاسة الاميركية، هذ ا الانكسار خالف معظم توقعات المحللين والمراقبين السياسيين، للدرجة التي تم وصف فوز ترامب بالمفاجئة غير المتوقعة..
1. أنجيلا ميركل
تتصدر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، صدارة المرأة الأكثر نفوذا في العالم، على مدار 6 سنوات، وزاد تصدرها المشهد السياسي بالأخص في عام 2016 ، بسبب مواقفها فيما يخص أزمة اللاجئين.
وميركل (62 عاما)، هي أبنة لأحد القساوسة، وتتولى منذ 22 نوفمبر 2005 منصب المستشار في ألمانيا، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب فيها، وتعرف بين أنصارها بـ “زعيمة العالم الحر”، وتلقبها الصحافة الألمانية بـ “الأم أنجيلا” تيمنا بالام تيريزا.
واحتلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، المركز الأول على قائمة مجلة فوربس، لعام 2016، متخطية كلًا من هيلاري كلينتون، وكريستين لاجارد.
وتواجه المستشارة انتقادات حادة، من معارضيها بشان موقفها من اللاجئين، حيث صرحت ميركل، في يوليو الماضي، في العاصمة برلين، بعد عدة هجمات شهدتها ألمانيا، إن “الإرهابيين يريدون تقويض انفتاحنا واستعدادنا للترحيب بأشخاص يمرون بظروف صعبة”.
وأضافت: “إنهم يريدون نشر الكراهية و الخوف بين الشعوب و الثقافات. يريدون نشر الكراهية بين الأديان ونحن نرفض ذلك بقوة”.
2- هيلاري كلينتون
يُعد اسم هيلار كلينتون، المتصدر في الصحف والمواقع خلال عام 2016، حيث توجه انظار العالم أجمع إلى حدث الانتخابات الأميركية، والتي بدأت 8 نوفمبر 2016 ، سبقها حملة انتخابية للمرشحين دونالد ترامب، ومنافسته هيلاري كلينتون، أثارت الجدل خلال عدة شهور ولا يزال.
تزوجت هي وبيل كلينتون في 11 أكتوبر 1975، وتم انتخابها عام 2000 كأول امرأة بمجلس الشيوخ، وخسرت في 2008 الانتخابات أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وخلال الحملة الانتخابية، التي كانت تشير كل التوقعات إلى فوز المرشحة كيلنتون،اطلقت صحيفة “ديلي ميل البريطانية”، مصطلح “عصر النساء قادم”، في إشارة إلى تصدر النساء وبينهم هيلاي كلينتون المشهد السياسي حول العالم.
وأثارت ازمة البريد الإلكتروني الخاص بالمرشخة الخاسرة، في هذا العام، حديث الصحافة، حيث أرجع المحللون خسارة كلينتون إلى إعادة فتح القضية، بالرغم من تأكيدها المستمر خلال حملتها أن ” التحقيق الجديد بخصوص بريدها الالكتروني لن يؤثر على النتائج التي سبق أن توصل إليها مكتب التحقيقات الفدرالي بإغلاق القضية وتبرئتها”.
فشل كلينتون، والتي تُعرف باسم حركي هو Evergreen أو “دائمة النضارة”. في الانتخابات الأميركية، جعلها تخرج من 2016 خاوية اليد، لتسطر أحد خسائر المرأة.
3- ديلما روسيف
شاركت الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف، كلينتون في خيبة الآمال لعام 2016، بعد عزلها من منصبها، في أغسطي الماضي، في قضايا فساد، بعد اتهامها بالتلاعب بالحسابات العامة لإخفاء حجم العجز الفعلي، وتوقيع مراسيم تنص على نفقات غير مقررة في الاتفاق المسبق مع البرلمان.
دافعت الزعيمة اليسارية عن نفسها أمام البرلمان قائلة: “لم أرتكب أي جريمة”، وتابعت “لم أرتكب الجرائم التي أحاكم عليها بشكل ظالم”.
واعتبرت روسيف أن ما حدث معها هو “انقلاب ضد الدستور” رغم أن 54 مليون برازيلي أعادوا انتخابها عام 2014.
وتعتبر روسيف، أول امرأة تتولى الرئاسة في البرازيل، بعد توليها حقيبتين وزاريتين، المناجم والطاقة، وسؤون الرئاسة.
تعرض روسيف للاعتقال عام 1970 والتعذيب لمدة 3 سنوات بسبب انتمائها للمقاومة اليسارية المسلحة.
4- كريستين لاجارد
احتلت كريستين لاجارد، المركز السادس، في قائمة النساء الاكثر تأثيراً خلال العام، فهي الأمينة العامة لصندوق النقد الدولي، التي تلجأ إليه كافة الدول، في أزماتها الاقتصادية، لإقراضها.
لاجارد هي صاحبة الأسبقية في تولي عدد من المناصب الرفيعة، فهي المدير العام لصندوق النقد الدولي منذ 5 يوليو 2011، وهي أول امرأة تتقلد هذا المنصب، فضلاً عن كونها أول امرأة تتقلد منصب وزير الشؤون الاقتصادية في مجموعة الثمانية.
وتحاكم لاجارد خلال هذه الايام أمام محكمة فرنسية بتهمة إهمال قد يكون سمح بحصول اختلاس ضخم للأموال العامة عندما كانت وزيرة للاقتصاد الفرنسي في محاكمة ستستمر حتى 20 ديسمبر.
ذاع صيت امينة الصندوق في الشارع المصري مؤخراً ، بالتزامن مع طلب مصر قرض بقيمة 12 مليار دولار، وافق عليه الصندوق بشروط، أثقلت كاهل المواطن المصري، حتى أصبح أسمها ملازم للأعباء الاقتصادية.
5- بارك كون هيه
كان عام 2016، بمثابة الفصل الأخير، بعد تنصيب لم يدم أكثر من 3 سنوات في رئاسة كورية الجنوبية، حيث صوّت برلمان كوريا الجنوبية بأغلبية 234 صوتًا مقابل 56 صوتًا على مشروع قرار لحجب الثقة عن رئيسة الدولة، بارك كوين هاي، على خلفية اتهامها بالتورط في فضيحة فساد، وشارك في التصويت نواب من الحزب الحاكم.
وفي عامي 2013 و 2014 اعتبرتها مجلة فوربس من أكثر السيدات تأثيرًا في العالم وشرق أسيا ووضعتها في المركز ال 11 في قائمة فوربس لأقوى مائة سيدة في العالم، وفي عام 2014 احتلت المرتبة ال 466 في قائمة فوربس لأكثر الشخصيات نفوذًا في العالم، ليأتي العام 2017 وقد أُفرغت من كل نفوذها ومناصبها.
6- ميلانيا ترامب
لم يكن اسم ميلانيا ترامب يتردد على الساحة، إلا بعد ظهورها في الحملة الانتخابية لزوجها دونالد ترامب، لتلقي خطابًا كان الأكثر إثارة للجدل، بسبب نقله حرفيًا من خطاب قديم لميشيل أوباما، زوجة الرئيس الاميركي المنتهي ولايته باراك أوباما.
ميلانيا هي الزوجة الثالثة للملياردير ترامب، قدمت إلى أميركا كمهاجرة من سلوفينيا في 1996، وعملت كعارضة أزياء بشكل غير قانوني، وفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”.
تتجه أنظار العالم إلى ميلانا بعد فوز زوجها بالانتخابات الاميركية، لتصبح السيدة الاولى لأكبر دولة في العالم.، جعلها تتعرض ميلانا لمقارنة دائمة بينها وبين ميشيل أوبا من حيث الثقافة والتعليم والمكانة الاجتماعية، لدرجة أدت إلى المقارنة بين السيدتين في اناقة الملبس.
7- ميشيل أوباما
ينتهي في 2016 تربع ميشيل أوباما على عرش “السيدة الأولى” في البيت الأبيض، بعد انتهاء ولاية زوجها باراك اوباما بنهاية العام.
ولدت ميشيل في 17يناير عام 1964 في مدينة شيكاغو، وتعد أول سيدة أولى من أصول أفريقية تصل للبيت الابيض.
ميشيل أوباما (52 عام) واحدة من أكثر السيدات شعبية في أمريكا، ما جعل البعض يدعونها للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020.
تخرجت من جامعة بريستون، بعد دراساتها العلوم الاجتماعية واللغة الفرنسية، ثم حصلت على دكتوراه في القانون عام 1988 من جامعة هارفارد.
تميزت ميشيل أوباما بذكائها، وخطاباتها المؤثرة، حيث يتسم بسهولة إيصال فحواه، وقصره، كما أن حماسها أثناء إلقاء الخطابات يجعل جمهورها يندمج معها، بالإضافة إلى استخدامها القصص الشخصية.
8- تيريزا ماي
لقبت تيريزا ماي بالمراة الحديدية، بعد توليها رئاسة الحكومة البريطانية، لتصبح ثاني رئيسة وزراء في تاريخ المملكة، بعد مارجريت تاتشر التي حكمت لـ11 عامًا بين عامي 1979 و1990،
تقود ماي المشهد في بريطانيا بعد تنحي كاميرون عن منصبه، في أصعب أوقات تمر على بريطانيا بعد التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي، والتي أكدت أنها ستعمل على تنفيذه على الرغم من معارضتها الشديدة له.
أُطلق عليها لقب المرأة الحديدة، بعد القيود التي فرضتها على ملف الهجرة الغير الشرعية إلى بلادها.
قال عنها وزير الخارجية السابق ويليام هيج إن “تيريزا ماي هي الشخص الأمثل لقيادة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بما تتمتع به من الدقة في التفاصيل وصلابتها وولائها لأصدقائها”.
وبعد أيام سنودع عام 2016، وسيسدل الستار على نجاحات حققتها نساء تمتعن بالقوة خلال تصدرهن المشهد السياسي، لكنّ بعضهن سيتوارى حتمًا بدخول 2017، ليبقى السؤال كيف سيكون وضع النساء في 2017؟