سلط تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية للأنباء “إيه إف بي” الضوء على معاناة بعض العاملين في قطاع السياحة المصري بعد عام من تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء.
في شارع خان الخليلي السياحي يؤكد أمجد قصبجي – مالك إحدى محلات الملابس – أنه يقضي أيامه في تصفح الإنترنت، ويقول ” ليس لدي أي شىء آخر لكي أفعله”.
ويشير التقرير إلى إسقاط تنظيم الدولة للطائرة الروسية في أكتوبر الماضي، وهو ما أودى بحياة 224 ممن كانوا على متنها ، وهو ما أدى إلى إلغاء روسيا لرحلاتها إلى مصر ، ومع إلغاء بريطانيا رحلاتها إلى المنتجعات السياحية نفسها ، تحطم قطاع السياحة الذي يعاني منذ الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ ثورة 2011 ، ويشكل مواطني الدولتين حوالي 40 بالمائة من إلسياح الأجانب القادمين إلى البلاد .
وفاقم انخفاض الإيرادات السياحية الذي يعد مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة بالبلاد نقص الدولار في البلاد ، وهو ما أضر بالواردات ،في حين تلقي الحكومة باللائمة على المؤامرات الخارجية التي تستهدف الاقتصاد المصري ، فإنها تصدر الإعلانات التجارية الجيدة في محاولة لجذب السياح مرة أخرى .
ويضيف “قصبجي” “لا يوجد أي سياح أجانب ، وإنفاق السياح المصريين لا يغطى نفقاتنا اليومية”
ويلفت التقرير إلى أن جميع الكافيتريات والمطاعم فارغة ما عدا بعض العلائلات المصرية والطلاب المتجولين ، وعندما أتي المنطقة أتوبيسان سياحيان عاد معظمهم دون شراء أي شىء “
ويعلق سعيد عبدالرحمن ، بائع في أحد المراكز التجارية الكبيرة بالمنطقة: “السياحة قد ماتت بشكل كامل” ، وبدخول عائلة أوروبية إلى المركز المختص في بيع الثريات والفوانيس، ساوموا على سعر “ثريا” فضية ضغيرة إلا أنهم غادروا المحل خاليي الوفاض.
ويضيف عبدالرحمن بينما يطفىء المصابيح ليوفر تكلفة الكهرباء “السائحون القليلون الذي يدخلون إلى المركز ، لا يشترون شىء تقريباً”
الحرب على “الإرهاب”
ويعيد التقريرالتذكير بالحوادث العديدة التي سبقت إسقاط الطائرة الروسية مثل التفجير الإنتحاري في يونيو 2015 بالقرب من معبد الكرنك في الأقصر ، وخلال سبتمبر من نفس العام قتل ثماني سياح مكسيكيين عن طريق الخطأ من قبل قوات الجيش في الصحراء الغربية .
وتقول السلطات المصرية أنها في حالة حرب على ما أسمته “الإرهاب” منذ الإطاحة عسكرياً بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013 ، ووعد عبدالفتاح السيسي ، باستعادة النظام ،لكن الهجمات استمرت ،خاصة في شبه جزيرة سيناء.
يقول المواطن الصيني “جاسون شي” أنه تلقى تحذيرات من وزارة الخارجية الصينية بعدم زيارة سيناء أو البقاء حتى وقت متأخر في الشارع أو الاقتراب من المؤسسات الأمنية”.
يعبر شريف إبراهيم – عامل في أحد محلات الكباب بخان الخليلي – عن خيبة أمله بالقول “لن يأتي سائح عقله سليم إلى القاهرة ، أنا لست متفائلًا بالموسم الجديد، بينما ينتشر الحديث عن “الإرهاب” – بحسب تعبيره – والدعوات لمظاهرات مناهضة للحكومة.