في الأيام الماضية شهدت مصر 3 وقائع مصورة أثارت الجدل في الرأي العام، واعتبرها الكثير إنذار بثورة جياع، وقالوا إنها مرتبطة بدعوات التظاهر ضد النظام في 11 نوفمبر القادم، حيث اجتمع فيهم شكاوى من الفقر وتدني المستوى المعيشي، وإثنين من هذه الوقائع عبارة عن كلمات غاضبة، أما الثالث فكان محاولة انتحار بحرق الجسد بعد أزمة مالية، وخلال هذا التقرير نستعرض ظروف وتفاصيل هذه الوقائع.
صرخة سائق التوك توك
أثارت كلمات سائق “توك توك” حراكًا لم تشهده وسائل التواصل الاجتماعي في مصر منذ فترة، الجدل في الرأي العام، والذي جاء مقدّرًا لصرخته.
و خلال تصوير إحدى حلقات برنامج “واحد من الناس” عبر محطة “الحياة” الذي يقدّمه الإعلامي عمرو الليثي، تفاجأ الأخير بسائق “توك توك” استوقفه وطلب منه الاستماع إلى شكواه مدة 3 دقائق متواصلة، انتقد فيها عبدالفتاح السيسي وحكومته، وتطرق إلى الأزمات المعيشية التي يعانيها المصريون كالغلاء وارتفاع الأسعار والنقص في بعض السلع الأساسية مثل السكر والأرز.
وبات مصطفي عبدالعظيم “سائق التوك توك”، البالغ من العمر 35 عامًا حديث الساعة، إذ حقق الفيديو انتشارًا واسعًا، وحقق أعلي نسبة مشاهدة في وقت قياسي وقلب الرأي العام المصري، مما دفع الحكومة إلى البحث عنه للقاءه.
واختفي أثر سائق التوك توك، الخميس الماضي، ورفض جيرانه وأشقاءه أن يعلموا الصحافة ووسائل الإعلام عن مكان تواجده لعقد لقاء صحفي معهم، بعد تفاعل المواطنين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و “تويتر” بعد انتقاده للحكومة المصرية، ونطق بلسان المواطنين الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر جراء ارتفاع الأسعار والأزمات المتتالية التي تعرضت لها مصر والنقص الحاد في السلع الرئيسية التي يستغني عنها المواطنين مثل الأرز والسكر.
ونفي شقيق سائق التوك الاتهامات التي طالت شقيقه بأنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وفي بداية حديثه، أكد أن شقيقه لا يريد شئ سوى أن عيش بكرامة ويستطيع أن يوفر لأولاده الحياة الكريمة، مشير ًا إلى أن عمله كسائق توك توك نظرًا للظروف الحياة الصعبة.
وأكد أن شقيقه الأكبر لا ينتمي للإخوان المسلمين أو لجماعة شيعية كما اتهمه البعض، بل مصطفي مثله مثل أي مواطن مصري يعاني من غلاء الأسعار وصعوبة الحياة وقال “حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يتهم أخي في ذلك”.
وأكمل حديثه، أنه شقيقه عاني كثير في فترة حكم مبارك واستمرت معاناته في فترة حكم مرسي، وكان يتعرض لمشاكل عديدة مع الحكومة المصرية بسبب التوك توك الذي يعمل عليه.
وتناولت صحف عالمية الحدث، حيث علق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني على فيديو “سائق التوك توك”، في تقرير له، مشيرًا إلى أن الضيف من المجهولين، ضمن الطبقة العاملة كسائق توك توك، لكنه لخص الإحباط والإذلال الذي يعاني منه اليوم الكثير من المصريين في ظل حكم الرئيس المدعوم من الجيش عبدالفتاح السيسي، وتم بث مقطع الفيديو، مساء الأربعاء، وفي غضون ساعات من بثه حصل على أكثر من 4.5 مليون مشاهدة.
وتم إزالة الفيديو في وقت لاحق من وسائل الإعلام الاجتماعية، وفي قناة التلفزيون وصفحات اليوتيوب، وهي الخطوة التي جاءت في سياق دعوات متزايدة لاحتجاجات حاشدة في 11 نوفمبر القادم تحت عنوان “ثورة الغلابة”، خاصة وأن هذه الكلمات التي وردت في الفيديو القصير تحولت إلى إعصار على وسائل الإعلام الاجتماعية.
المرأة الغلبانة
بعد فيديو سائق “التوك توك”، والذي حظي بانتشار واسع وشهرة كبيرة، خرجت سيدة مصرية لتصف حال “الغلابة”.
وشرحت السيدة في الفيديو الذي تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الحالة السيئة التي يعاني منها الشعب المصري، وتحدثت عن ارتفاع الأسعار الذي بات يؤثر فقراء مصر، ومتوسطي الدخل، والمعاناة اليومية للمواطن المصري بسبب انخفاض قيمة الجنيه المصري، وحملت مسؤولية ما وصلت إليه الحال الاقتصادية للمسؤولين من النظام والجيش المصري.
وقالت إن البلد تعاني من المشاكل في كل النواحي، ولا يتمكن المواطن المصري من أن يوفر أساسيات العيش، كما هاجمت الإعلام المصري الذي قالت إنه يخدع الشعب المصري، وطعنت بمصداقيته.
وسخر ناشطون من ردود الفعل الرسمية التي يتوقعونها جراء الفيديو، إذ توقعوا أن يتهم موالو النظام المواطنة المصرية بأنها تنتمي لجماعة الإخوان، ليجري “تخوينها” بزعم أن جماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية”، وفق تصنيف السلطات التي جاءت عقب أحداث 30 يونيو.
بوعزيزي الإسكندرية
أقدم شاب إسكندراني، مساء أول أمس السبت، على إشعال النار في نفسه أمام أحد النوادي الاجتماعية التابعة للجيش، بمحافظة الإسكندرية “بسبب غلاء الأسعار”.
والشاب الذي تعرض لإصابات بالغة بسبب الحرق، والذي أطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي “بوعزيزي الاسكندرية” عاطل عن العمل، وظل يشكو من الغلاء وارتفاع الأسعار قبيل إقدامه على سكب البنزين على نفسه، وفق ما نقله شهود العيان.