أكد محمد عصمت سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي، ورئيس حركة مصريين ضد الصهيونية، أن نزيف ضحايانا فى سيناء لن يتوقف ما لم نتحرر من كامب ديفيد وقيودها، مشيرًا إلى أن ما حدث فى سيناء في الأيام الماضية هو تكرار لكل ما كان يحدث فيها ولها على امتداد سنوات طويلة، وبالأخص بعد الثورة: بدءًا باستشهاد الجنود المصريين فى أغسطس 2011 ثم فى أغسطس 2012 بالإضافة إلى قتل مواطنين عزل ورجال شرطة، وخطف وقطع طرق، وتجارة مخدرات وأعضاء بشرية وتهريب سلاح، واستشهاد جنود الأمن المركزي، والاعتداءات على مديرية امن العريش.
وأضاف سيف الدولة في تصريح خاص لـ”رصد”: كلها أعراض جانبية لمرض واحد مزمن وقديم الجميع يعلمونه ويتحاشون ذكره، هو القيود العسكرية والأمنية المفروضة علينا فى معاهدة السلام والتي تحول دون انتشار قواتنا المسلحة على كامل التراب الوطني فى سيناء.. هذه الأحداث لا يمكن أن تحدث مجتمعة وبهذا الكثافة فى أي بقعة من مصر إلا فى سيناء؛ لأنها الجزء الوحيد من وطننا المكبل بهذه القيود والمجروحة سيادته.
وتابع: لدينا محافظات حدودية كبيرة أخرى تتشابه فى بيئتها مع سيناء مثل محافظة البحر الأحمر والوادي الجديد ومرسى مطروح، وكلها ذات طبيعة جبلية وصحراوية وذات تركيبة قبلية هي الأخرى، وسكانها يعانون مثل أهل سيناء من مشاكل التهميش وقلة الخدمات وإهمال الدولة، ولكن رغم هذا التشابه فإن أيًا منها لم يشهد مثل هذه الجرائم والحوادث والاعتداءات المستمرة، وإن حدث مثلها فسرعان ما يتم التصدى لها والتعامل معها والقضاء عليها، فكلنا يتذكر حادث خطف 19 من السياح الأجانب والمصريين في المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا في منطقة وادى الجلف الكبير بالصحراء الغربية عام 2008؛ أثناء قيامهم برحلة سفاري نظمتها إحدى شركات السياحة المصرية، وكيف نجحت الدولة في تحريرهم بدون دفع أي فدية، بعد أن هددت كما تسرب وقتها بشن حملة إبادة جوية لجماعات الخاطفين.
ويتساءل سيف الدولة: لماذا ننجح هناك ونفشل فى سيناء؟ ويجيب: الإجابة واضحة وبسيطة ومعروفة و هي أن سيناء منقوصة السيادة عسكريًا وأمنيًا، وما لم نعترف أن هذا هو السبب الحقيقي وما عداه مجرد أعراض وآثار، فإننا لن ننجح أبدًا في فرض الاستقرار هناك، وإن كل ما يحدث هناك هو نتاج المعاهدة الباطلة والظالمة.
وأشار سيف الدولة إلى أن كثيرين يتحدثون عن التجاوزات الأمنية وعن تهميش سيناء وإهمالها وعن انعدام خطط التنمية، وكلها حقائق ثابتة، ولكن السؤال ما الذى يقف وراء ذلك؟ والإجابة معلومة: يقف وراءها خوف رسمي وشعبي من التنمية بدون حماية مسلحة.. يقف وراءها انتهاكات وتجاوزات أمنية مصدرها الخوف وعجز الإمكانيات والتسليح التى يتم تعويضهما باستخدام العنف المفرط مع الأهالي من بعض العناصر الأمنية، ويقف وراءها شكوك دائمة من أعمال الاختراق والتجسس الإسرائيلية، ويقف وراءها شعور بضعف هيبة الدولة هناك مما يشجع البعض على تحديها وفرض هيبات وشرعيات أخرى قبلية أو دينية او إجرامية أو خارجية.
واختتم سيف الدولة: لا أمل فى إيقاف نزيف القتلى والشهداء والإجرام والإرهاب والتجسس والتهديد، مرة واحدة والى الأبد، إلا باسترداد كامل السيادة المصرية على سيناء من خلال التحرر من كافة القيود العسكرية والأمنية المفروضة علينا بموجب المعاهدة.