5 أعوام مرت منذ بدء الحرب في سوريا، ذاق أهلها خلالها كل أنواع العذاب، بين تشريد، وقتل وإصابات ونزوح، يصبحون على قذائف ويمسون على مذابح، ومن كتب لهم الحياة إما مصابين أو لاجئين أو ينتظرهم مصير مجهول بين لحظة وأخرى.
قالت منظمة اليونيسيف: إن طفلًا من بين ثلاث سوريين، قد ولدوا منذ بدء النزاع في سوريا قبل خمس سنوات، لم يعرف هؤلاء الأطفال إلا العنف والخوف والنزوح، (يقدر عددهم في إبريل الماضي بحوالي 3.7 مليون طفل سوري).
و ذكرت المنظمة ، أن 8,4 مليون طفل – أي أكثر من 80 في المائة من الأطفال في سوريا – قد تأثروا بسبب النزاع، سواء في داخل البلاد أو كلاجئين في الدول المجاورة.
في عام 2015، رصدت منظمات المجتمع المدني أكثر من 1,500 انتهاكات بحق الأطفال. أكثر من 60 في المائة منها هي حالات القتل والتشويه نتيجة استخدام الأسلحة المتفجرة، وقتل النظام أكثر من ثلث الاطفال خلال تواجدهم في المدارس.
الاطفال بحاجة إلى دعم نفسي
أطفال سوريا، لم يروا خلال السنوات الأخيرة إلا الموت والدمار وفقد العوائل والديار، من عاش منهم، اصبح نازحاً ومن مات، كان أمام أعين أصدقاءه وأخواته، اصبحت ذاكرة كل طفل لا تحتوي الا على الرصاص والموت والقصف.
في الفترة الاخيرة رصدت في مخيمات النازحين، سلوكيات عدائية وعنيفة للاطفال في كلامهم وحركاتهم، وقال إسماعيل زيتون المدير الإداري لمخيم سجو للنازحين بريف حلب الشمالي، في الحدود التركية السورية، إن الدعم النفسي لهؤلاء الاطفال أصبح ضرورة ملحة.
واعتبر علي ويسي مدير المكتب النفسي لمنظمة “شام الإنسانية” (غير حكومية) أن الظروف المحيطة بالاطفال في سوريا، تركت آثارا سلبية في نفوس الأطفال نتيجة الدمار الذي يرونه كل يوم، فاصبح لديهم حس العدائي تجاه المجتمع المحيط بهم.
التعليم للأطفال
من أكبر الأزمات التي خلفتها الحرب بعد الدمار والموت، هي أزمة التعليم للاطفال، فبحسب تقديرات اليونيسف فإن أكثر من 2,1 مليون طفل داخل سوريا و 700,000 في البلدان المجاورة هم خارج المدرسة، وقدرت قيمة المبالغ التي يحتاجها اطفال سوريا لمواصلة الدراسة بحوالي 1.4 مليار دولار.
قصف القوات الروسية وجيش النظام، للمدارس والمستشفيات، تسبب في انقطاع عدد كبير من أطفال الداخل، عن الدراسة.
نماذج فضحت النظام السوري
الطفل إيلان كان الرصاصة التي نفذت في قلب العالم أجمع، حيث جسد إيلان أن ثمن الهروب من الموت، هو الموت أيضاً، فلا حق لأي سوري أن يحلم بحق الحياة.
جاء بعدها الطفل عمران ليؤكد حقيقة واحدة كونك سوري إما أن تموت إيلان، أو تعيش عمران، هذا الطفل الذي يمسح بيده دماء جراحه بعد استخراجه من تحت القصف.
ومثل إيلان وعمران، هناك الآلاف لم تر صورهم النور، لم يلقوا اهتمام العالم، يبقوا أعداد ترصدها المنظمات في تقاريرها، شاهدين بأجسادهم سواء أموات أو أحياء على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظام السوري فيهم.
الأطفال يدافعون عن ديارهم
أبى اطفال سوريا الا يكون لهم دور يدافعون به عن ديارهم وعوائلهم، فتكرار القصف على منازلهم ، أصبح يومي، فقام الأطفال في مدينة حلب السورية بوضع إطارات السيارات في محاولة لإقامة منطقة حظر طيران فوق المدينة المحاصرة، املاً في إعاقة رؤية الطائرات الحربية لمناطقهم فتوقف الغارات عليها.
لحظات الطفولة وسط الدمار
يحاول الاطفال في وسط الدمار ألا ينسوا طفولتهم وبراءتهم، فالالعاب برغم الحرب تستهويهم، ولكن الحرب لم تدع لهم أي وسائل للترفيه، فتجدهم يستغلون حفر المياه في الشوارع للسباحة، وبعض الأٌرجوحات المتهالكة لاستعادة طفولتهم، كما أثرت الحرب على طريقة مرحهم فيمرحون بالسلاح، ويمثلون ما يروه في الواقع.