أصبح الحصول على المواد التموينية فى بعض مناطق شمال سيناء “المحاصرة “أمر صعب للغاية، خصوصا في مناطق رفح والشيخ زويد، وهى مناطق العمليات العسكرية فى سيناء، والحالة التي وصل المدنيون إليها في هذه المناطق هي محصلة 3 أعوام من العمليات العسكرية التى يقودها الجيش المصري، تحت ذريعه محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، والتي نتج عنها قصف المحال التجارية، والمخازن التموينية، حتى المؤسسات الحكومية لم تسلم أيضًا من القصف .
وناشد عدد كبير من سكان هذه المناطق السلطات المصرية بضرورة فك الحصار عن مناطق رفح والشيخ زويد، وتدخل عدد من وجهاء ومشايخ وعواقل، وحتى السياسيين فى سيناء، لكن دون جدوى، فكان دائمًا الرد يأتي لهم من محافظ شمال سيناء وقيادة الجيش بأن هذا الحصار يأتيللضرورة الأمنية، ولكن علق بعض المواطنين على هذا الحديث بالقول: “هذه سياسة العقاب الجماعي”.
وانتبه مسلحو تنظيم الدولة للأمر، وأصبحوا يدعمون المدنيين بالطعام والشراب وحتى الدواء، وذلك لكسب تعاطفهم، وليصوروا لهم أن الجيش يمنع الطعام عنكم ونحن نوزعه عليكم، فنحن منكم وأنتم منا، والجيش المصري هو من يجوعكم ويحاصركم ويقتلكم.
3 أعوام من حصار الجيش
يقوم الجيش المصري بمحاصرة مدن رفح والشيخ زويد منذ 3 أعوام، ويمنع عنهم إمدادات الطعام والدواء ومستلزمات الحياه المعيشية والمواد البترولية، عبر حاجز الريسة العسكري شرق العريش، وحاجز المزرعه جنوب المدينة، ويقوم المدنيون بالذهاب إلى مدينة العريش ويأتون باحتياجاتهم، ويمرون عبر أكثر من16 حاجز عسكري، فضلاً عن إمكانية اعتقالهم وتوقيفهم على أحد هذه الحواجز بدعوى الاشتباه .
الحرمان من الادوية
يقول “محمد .س”، وهو أحد سكان مدينة رفح، إنه أثناء ذهابه إلى مدينة العريش لإحضار أحد أنواع الأدوية، والتي أصبحت محرمه علينا في رفح، تم اعتقاليعلى كمين جراده العسكري شرق العريش، دون أى مبرر، وتم اقتيادي وأنا مكبل ومغمى الأعين إلى الكتيبة 101 بالضاحية، وتم تعذيبي وإجباري على الاعتراف أني من مسلحي تنظيم الدولة، وتم اعتقالى لفترة شهر بالكتيبة ثم تركوني، لكن لم يتركوني لأني لم أتورط فى شىء فقط، ولكن لأنني خرجت بإعاقه في ذراعي بعد كسره بواسطة الجنود، ولم يتم علاجه فى حينه، ويقول مستنكرًا “لو قالوا لنا أرحلو من المدينة ولا يتم قتلنا بقطع الدواء والطعام عنا لرحلنا، ولكن هم يريدون قتلنا بصمت وببطء”.
وتقول السيدة” سلمى” من أهالي رفح أيضًا: “بعد قطع الجيش إمدادات الدواء وتحريم بعض أنواعه علينا وقصف الوحدات الصحية والمؤسسات الطبية فى رفح والشيخ زويد، وسحب الأطباء من المستشفيات المركزية بالمدن، أقدمت على البحث عن دواء لزوجي بالمدينتين، ولم استطيع الحصول عليه بسبب قطعه عن الصيدليات، وزوجي المسكين مريض بالقلب فأرسلت مع سيارة إلى مدينة العريش، وتكلف الدواء الذي لا يتعدى سعره الخمسين جنيها، إلى أكثر من 200 جنيه، وكيف لي الحصول على هذه النقود في ظل ما يحدث وزوجي لا يعمل ونعتمد بشكل أساسي على دعم أقاربنا، وأصدقاءنا والذين أصبحوا أيضًا لا يمتلكون أي نقود، فلم يعد معنا حتى النقود التي نستطيع بها الحصول على الدواء والطعام “إنهم يريدون قتلنا جميعًا”.
جفاف الأسواق من الخضروات
يتحدث “خالد” وهو أحد تجار الخضروات في مدينة الشيخ زويد، بعد منع الجيش لسيارات الخضروات عن المدينتين، يقول: “إن الأسواق فى مناطق رفح والشيخ زويد، لم تعد كسابق عهدها، فبعد منع قوات الجيش لسيارات الخضار والفاكهه من الدخول إلى مناطقنا، أصبح الاعتماد الكلي على الزراعات المحلية، فأصبحنا نذهب إلى الأراضي بمناطق غرب وشمال رفح لنشتري المحاصيل من المزارعين، ولكن أيضًا يقوم الجيش بتجريف هذه الأراضي، ولا نعرف السبب وراء هذا التخريب المتعمد، فبعد أن كانت رفح والشيخ زويد بها ما يزيد عن 6 أسواق أسبوعية، لم يعد بها إلا سوقين فقط، وهم “سوق الثلاثاء” وسط مدينة الشيخ زويد، و”سوق السبت” بجوار مستشفى رفح المركزى، وحتى وإن ذهب المواطن إلى السوق لن يستطيع الحصول على كل احتياجاته بسبب قلتها، فضلاً عن ارتفاع أسعارها إلى 3 أضعاف، ويقول متسائلاً: “من أين يأتي المواطن بالمال لشراء احتياجته ؟ ! ،فالتاجر لا ذنب له فى ارتفاع السعر ،والمزراع لا ذنب له ايضا فى هذا الارتفاع ،ولكن الذنب على من يقود العمليات العسكرية ويقوم بتجريف المزراع دون اى سبب “!
ويضيف “خالد”موجها سؤاله إلى الجيش المصري وقيادات العمليات فى سيناء: “كيف لا يزيد أعداد مسلحي تنظيم الدولة بمناطق رفح والشيخ زويد، وهم من يدعمون الأهالى بالطعام والشراب والدواء ،والدولة المصرية لا تعرف شيئا عن مطالبنا واوجاعنا ؟ بل وتحاصرنا وتقتلنا ،بل واصبحت تعاملنا على اننا مواطنين من الدرجة الثالثة، ولم يعد لنا الحق حتى في الحياه، فإذا استمر وضع سيناء على هذا الحال واستمرت العمليات ولم يكن هناك حل جذري لكامل مشاكلنا، فسيناء ستذهب إلى طريق مسدود أكثر مما يحدث، وأعتقد أن جيش مصر والسيسي أتى لتدميرها بالتأكيد لصالح “إسرائيل”!