الذين يرون أن الولايات المتحدة تنسحب تدريجيا من المنطقة (خصوصا المشرق العربي) مخطئون، والذين يسوقون باراك أوباما وسياسته في المنطقة كـ”بطة عرجاء” يجانبهم الصواب، والذين يصفون السياسة الأميركية في المنطقة بالضعف والترهل، يبدو أنهم استعجلوا في استنتاجاتهم غير الصحيحة.
بعد تولي بوش الابن الرئاسة الأميركية، حدثت نقلة نوعية في إستراتيجية التعاطي الأميركي مع المنطقة، فقام مدفوعا بمدرسة “الأمن والقوة”، ومحاطا بتيار المحافظين الجدد المهيمن على السياسة الخارجية، ومستغلا بطريقة فجة الأوضاع الناتجة عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 ليطبق أجندات خاصة، ليس لها أي علاقة بالأحداث ذاتها. وكان احتلال العراق أكبر مثال على ذلك.