الحروب تسيطر على أنحاء كبيرة من العالم، في السودان وسوريا والعراق وليبيا والصومال، وغيرها من البلاد، وأصبح الاضطهاد هو السمة الغالبة على شعوب العالم، خاصة المعارضين للأنظمة، ولذا أصبح الهروب من نيران الحروب واضطهاد الأنظمة أبرز الحلول لمواجهة الموت في الأوطان.

وتعتبر أوروبا هي واجهة الهاربين وطالبي اللجوء، فطريق البحر بكل مخاطره هو الطريق إلى حياة جديدة بكل قسوتها أو الموت في أوقات كثيرة.

ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، وقد وصلت 225095 المهاجرين واللاجئين في أوروبا عن طريق البحر حتى الآن هذا العام، وكانت هناك 2889 حالة وفاة في المتوسط مقارنة مع 1838 في الأشهر الستة الأولى من 2015م.

القليل من المهاجرين يصلون إلى مبتغاهم بأمان، والكثيرون يلقون مصيرهم في البحر المتوسط، الذي أصبح مقبرة كبيرة لمن يحاول الحياة.

تجار الموت يستغلون هؤلاء اللاجئين ويتنزفون منهم أموال طائلة في مقابل بضع السنتيمترات التي يتخذها على قارب متهالك لا يصلح للاستخدام.

أحد الناجين تحدث عن رحلة الموت التي عاشها، وقال إنهم كانوا مجموعة تضم ستة وعشرين شخصًا من بن قردان ومصريين اثنين أبحروا، ليلة الجمعة، من أحد الموانئ الليبية في اتجاه ايطاليا، غير أنه بعد نحو ساعة من الإبحار غمرت المياه المركب، فوجدوا أنفسهم يصارعون مع الأمواج خاصة وإن البحر كان مضطربًا.  

وأضاف أنّ الناجين حاولوا أن يبقوا متمسكين بالمركب وظلوا يقاومون نحو ساعتين الى أن لمحهم بحارة على متن مراكبهم هبوا الى نجدتهم وأنقذوهم فيما غرق البقية.

وقبل أسبوعين، أنقذت السفينة “فرانكفورت أَم ماين” التابعة للجيش الألماني أكثر من 4430 لاجئًا من الغرق خلال مشاركتها بمهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اللاجئين.

وانتشلت سفينة الإنقاذ توباز ريسبوندر، 12 يوليو، التابعة للمنظمة أربعة جثامين وأنقذت 400 من نفس القارب في نطاق 48 كيلومترًا من الساحل الليبي.

ونشرت صحيفة التليجراف تقرير بالإنفوجراف،عن اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط أو غرقوا أثناء الرحلة.

وقالت الصحيفة البريطانية إن أكثر من 10 آلاف شخص لقوا مصرعهم فى المتوسط منذ أزمة اللاجئين فى 2014م، منهم 539 طفلاً، مضيفة أن هذه الأرقام تقريبية وأن الرقم الحقيقي فى الغالب أكبر بكثير.

وبحسب الصحيفة، فإن أعداد من غرقوا في الطريق من ليبيا إلى أوروبا أعلى بست مرات من الذين ماتوا فى الطريق من تركيا إلى اليونان، فمات 376 شخصًا ممن حاولوا القيام بهذه الرحلة الطويلة هذا العام فقط.