اختلفت ردود أفعال السياسيين والنشطاء حول مبادرة الدكتور عصام حجي، التي أطلقها حول تكوين مجلس رئاسي لخوض الانتخابات الرئاسية أمام عبدالفتاح السيسي عام 2018، مابين مؤيد لها للخروج من الوضع الراهن، وبين معارض لها من منطلق أنها تعيد إنتاج تجربة حمدين صباحي في انتخابات 2014.
لا يمكن للعسكر إجراء انتخابات نزيهة
قال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين تعليقًا على مبادرة الدكتور عصام حجي حول تشكيل مجلس رئاسي لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2018 أمام السيسي: إن عصام حجّي إما منشغل بما لايدرك أو يدرك ما انشغل به بعد الانقلاب العسكري وكلاهما نقيصة.. أولى به إن كان عالمًا حقًا أن ينشغل بما يجيد، ماذا استفدنا من علمه عندما ركب سفينة الانقلاب التي عصفت بالحريات واستهانت بدماء المصريين والعلماء والمتميزين؟
وأضاف حشمت في تصريح خاص لـ”رصد”: دعوة حجي هي دعوة غريبة ممن شارك في نظام انقلابي قدم على ذلك ندمًا لا شواهد له كمدخل للبدء في رسم صورة مدنية لانقلاب عسكري أجرم في حق مصر والمصريين، ولن يهدأ هذا الشعب حتى يخرج العسكر من منظومة الحكم بعد أن نهبوا وخربوا مصر على مدار عشرات السنين، وأن يثأر لشهدائه ويمارس سيادته على وطنه دون عمالة أو تدخل من غرب أو شرق، ولكم في تركيا عبرة يا أولي الألباب.
وأشار إلى أن قصور الفهم السياسي يمكن استيعابه عند الدكتور عصام عندما يتكلم عن مصالحة كل بنودها الإفراج عن المعتقلين ونسامح بعض في الدماء!!
وتساءل حشمت: ألم يقرأ التاريخ في مصر؟ عندما يصرح بثقته في الشعب المصري لإجراء انتخابات نزيهة لا يمكن تزويرها في ظل حكم عسكري كأنه درس فقط حالة تركيا التي كان الشعب يصوت بعد كل انقلاب عسكري للقوي التي انقلب عليها.
وتابع: أن الفترة الوحيدة التي لم تشهد تزويرًا هي انتخابات ما بعد ثورة يناير وقبل الانقلاب العسكري وما عداها تم تزويره طبقًا لرغبات الحاكم! هل هذا جهل ام استعباط أم غسيل لوجه الانقلاب السيء الساقط لامحالة إن شاء الله.
6 إبريل ترفض الهجوم على المبادرة وتطالب بتوافق سياسي
ومن جانبه رفض شريف الروبي – المتحدث الرسمى باسم حركة شباب 6 إبريل “الجبهة الديمقراطية” – موجة الرفض والسخرية التى اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى حول مبادرة حجى مؤكدًا أنه حال خروجه بمبادرة متكاملة قوية لها القدرة على التنافس ببرامج سياسية واجتماعية واقتصادية ستقف خلفه كل القوى السياسية والحزبية لدعمه.
وأضاف الروبى فى تصريحات صحفية حول مسألة تشبيه حجى بأن مبادرته ستكون وجهًا آخر لما حدث فى انتخابات 2014 مع المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى: لا أظن أن التاريخ العلمى والعملى لحجى سيأخذه فى ذلك المطاف ويضحى به بكل سهولة للحصول على منصب كما يدعى البعض مؤكدًا أن حجى ليس له علاقة سواء بـ”الناصرية أو الإخوان” فهو رجل سياسى وعلمى من الدرجة الأولى وتاريخه يثبت ذلك.
وتابع الروبى: ستتم الدعوة لاجتماع للحركة للحديث ومناقشة تلك المبادرة للخروج سواء بتأييدها أو رفضها وهو ما سيتفق عليه المكتب السياسى للحركة وسيتم الإعلان عنها لاحقًا.
عزام: تكرار لتجربة حمدين صباحي
وفي المقابل رفض المهندس حاتم عزام مبادرة حجي محذرًا من أنها ستكون تكرارًا لتجربة حمدين صباحي.
وقال عزام في تدوينة له على “فيسبوك” : الأزمة مع سلطة الأمر الواقع الانقلابية المجرمة الحالية لَيْسَت مجرد إنعدام رؤيتها وفسادها و فقط، ولا الجهل المطبق الذي تجلي في إختراع جهاز الكفتة، بمعني إنها لَو مكنتش السلطة دي عملته كانت بقت كويسه.
وأضاف: الأزمة أنهم صادروا إرادة الشعب صاحب السيادة بقوة السلاح، واختطفوا المنتخبين وقتلوا وسفكوا دماء المصريين خارج نطاق القانون دون حساب، إنها عصابة إجرام، هذا ما يجب الاعتذار عن المشاركة فيه، قبل الاعتذار عن المشاركة في الجهل طبعًا وهو أمر جيد.
وتابع عزام: تجاهل الأولى والتركيز علي الثانية، يضعف من مصداقية الاعتذار الواجب؛ لأنه ببساطة يفترض أن سبب الأزمة الرئيسي لا يستحق الاعتذار أو لما التجاهل ؟! : عدلي منصور رئيس ، و السيسي رئيس ، بس طلعوا جاهلين والسيسي حول الحكم لحكم عسكري ( علي أساس أنه لما قام بالانقلاب كان لعيب كورة في نادي الترسانة متنكر مثلا، مش جنرال عسكري) ، ولا حديث عن إنقلاب علي منتخبين، ومصادرة إرادة شعب التزم بمسار ديموقراطي بمشاركة الملايين، ولا مجازر ضد المصريين ولا حرق واعتقال ومصادرة اموال وارهاب دولة منظم !.
وختم عزام: هذا هو ما صادر مستقبل مصر وجعلها بلا مستقبل، بلا إرادة، هذا هو بيت الداء! سيضع الشعب المصري أفضل سياسات تعليم عندما يمتلك قراره و إرادته و يرسخ تجربته الديموقراطية بسنوات متصلة من ممارسة الحكم الذي يكون هو فيه صاحب السيادة و الرقابة والقرار.
نافعة: يجب الالتفاف حول الفكرة
ويعلق الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: هناك ضرورة حتمية ﻹعادة ترتيب البيت المدني المصري من الداخل من خلال تجمع مدنى قوي يضم كل القوى.
وقال نافعة في تصريح صحفي إنه على الجميع أن يبحث عن بديل لخروج مصر مما هي ” محشورة” بداخله فالبلاد محاطة بجماعة الإخوان من جهة والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى ولا يوجد خيار آخر، وهذا معناه أننا على حافة كارثة كبري.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: إعداد البلاد لتحول ديمقراطي، لابد منه، من خلال تجمع مدنى قوى حريص على مستقبل مصر، وتتلاقى في عدة أمور..الأمر يستوجب عدم الالتفاف حول شخص لكن حول فكرة وأن يتجاوز أطراف العمل، الطموح الشخصي، وينتقلوا لعملية نقد ذاتى كل طرف يراجع مواقفه ويحاول تفسير أسباب ما وصلنا له الآن من خسائر، وأن يتحمل الجميع المسؤولية.
وعن كيفية مواجهة الآلة الإعلامية التى تستخدم للنيل من أى مبادرة وطرح للتغيير، قال نافعة إن الأدوات الإعلامية المتاحة حاليا لن تكون أقوى من إعلام مبارك ولا جهازه الأمني، ومع ذلك سقط.
وتابع: لا توجد قوة تستطيع أن تقف أمام الشعب بشرط إقناعه بالبديل، فالقضية ليست في المباردة ولكن في كيفية إقناع الناس بهذا الطرح وذلك يمكن أن يتحقق بشرط إنكار الناس لذواتهم والعمل في فريق.
5 شروط لنجاح دعوة حجي
ومن جهته، علّق أستاذ العلوم السياسية عبدالفتاح ماضي على دعوة العالم المصري د. عصام حجي لتكوين فريق رئاسي للترشح في انتخابات الرئاسة عام 2018 قائلًا: “يرى البعض أنه يمكن المنافسة فيما يسمى “الانتخابات الرئاسية” عام 2018.
وتساءل ماضي في مقال له نشر عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك : “هل قدّر أصحاب هذه الدعوة عواقبها؟ وهل يعرفون كيف تتغير أنظمة الحكم؟”.
وأكد ماضي فشل هذه الدعوة في ظل الأوضاع الراهنة لسببين:
1- عدم قابلية النظام للإصلاح: حيث أسند بقاءه على أساس الصراع الصفري مع خصومه، ولم تقف قبضته الأمنية الباطشة عند خصومه الإسلاميين كما كان يتصور البعض وإنما امتدت إلى كل من لا يصطف مع النظام من الإسلاميين وغير الإسلاميين على حد سواء ، إضافة إلى :” السيطرة على كل مؤسسات الدولة من جيش وقضاء وإعلام ومؤسسات دينية واجتماعية ومجتمع مدني وجامعات، ويرفض إتاحة أي مساحة للمشاركة البناءة، ويستمر إعلاميا في تخوين كل من لا يؤيده، ويزرع يوميا اليأس والخوف والخرافات في نفوس الشباب والجماهير، بجانب قيامه بوضع منظومة قانونية تحمي الفساد، وفشله في الاقتصاد وإغراق البلاد في كم هائل من الديون”.
2- شروط النضال عبر الانتخابات ، :”من يرى أن النضال ضد الأنظمة العسكرية والبوليسية ممكن عبر منافستها في الانتخابات فليرفع مطالب حقيقية (كما حدث في حالات أخرى) بدلا من مجرد الدفع بأسماء للتنافس في ظل نفس المنظومة الأمنية والقانونية القائمة أو بدلا من تصور أن النظام يمكن أن يتغير من تلقاء نفسه.
واشترط ماضي لنجاح الدعوة 5 شروط :
أولا: تغيير الإطار الدستوري والقانوني
ثانيا: إنهاء تدخل الأمن في السياسة
ثالثا: إنهاء تضليل الناس إعلاميا
رابعا: استقلال القضاء إستقلالا تاما
خامسا: تحرير الدين
وكان حجي قد كشف – في وقت سابق – أنه يقوم بتقديم المساعدة في الملف العلمي بمشروع الانتخابات، دون أن يكون له أي دور آخر، وأن معه خبراء آخرين يساعدون مجموعات الشباب لتقديم بديل للشعب المصري.
وقال حجي إن المشروع حتى الآن لم يستقر على أسماء المرشحين، وأنه يركز أولاً على كتابة الأفكار والحلول لخمسة قضايا رئيسية هي التعليم والصحة والاقتصاد والمساواة والمرأة، وبعدها ستأتي مرحلة تحديد أسماء الفريق الرئاسي.
وتابع حجي: “أي مصري يرى أن الحل في التعليم والمصالحة الوطنية يمكن أن يكون طرفًا معنا في المبادرة دون النظر للانتمائات السياسية”، مؤكدًا أنهم يرحبون بمؤيدي مبارك والسيسي والإخوان لو توافقوا معهم على هذه المباديء.
كما دعا إلى مصالحة وطنية شاملة، وأوضح: “قوة المصريين في أنهم يسامحو بعض ونخطو معًا للأمام، مهما كانت الأخطاء من كل الأطراف”، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج الرحمة قبل القضاء، مؤكدًا أن ملف المصالحة يشمل الإفراج عن كل المعتقلين بقضايا فكر سياسي أو توجهات دينية.