حتى الأموات لم يسلموا من قصف الجيش المصري لمقابرهم فى سيناء، فكل شىء على أرض شبه الجزيرة أصبح مستهدف، سواء بالمدفعية أو بالطيران المصري أو الإسرائيلى، وكأن موتهم وصمتهم لم يشفع لهم، حتى أصبحت المقابر تقصف بالمدفعية والطيران بكامل مناطق العمليات العسكرية، بحسب رواية أحد أهل سيناء لشبكة “رصد”.
و قام الجيش المصري منذ يومين بقصف مقابر حى “طويل الأمير”غرب مدينة رفح المصرية بواسطة سلاح المدفعية والقذائف الحارقة، دون أي أسباب تذكر، حيث أصيب عدد من هذه المقابر وتهدمت، كما احترقت بعض الأعشاب المحيطة بها، وظهرت عظام الموتى في انتهاك جديد يضاف لسجل جرائم الجيش المصري فى سيناء، الأمر الذي يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق هؤلاء الصامتين فى مقابرهم.
ولم تكن حقيقةً تلك المرة الأولى التي ينتهك فيها الجيش المصري حرمات الموتى، و لكن سبق هذه العملية تجريف واسع للمقابر الرئيسية شمال مدينة رفح، و هى القريبة من حي الأحراش على طريق البحر، حيث جرف الجيش أكثر من نصف هذه المقابر البالغ عددها نحو 500 مقبرة، وسط ذهول تام من مواطنى رفح والذين علقوا على هذا الفعل بأن الجيش المصري تخلى عن كامل معاني الإنسانية، و أصبح يفعل ما لا يفعله الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينين، فهم أصبحوا لا يريدون أحياء ولا اموات!.
و التقى مراسل شبكة “رصد” مع أحد مواطنى حى طويل الأمير غرب رفح ليروي مأساة المقابر التى قصفها الجيش المصري دون سبب، و يدعى “أحمد أبو فريه “-اسم مستعار-.
يقول: كنا جالسين بمنزلنا القريب من مسجد الأمي، فتفاجأنا بحملة عسكرية، و قامت بتطويق كامل المنطقة دون معرفة ما الذي يحدث، و إذ بهم يقومون بمحاصرة مدرسة طارق بن زياد القريبة من الحي والمقابلة للمقابر، و يقومون باقتحام المدرسة، بعدها سمعنا صوت انفجار قريب من سور المدرسة، و اكتشفنا أن المسلحين قاموا بزراعة عبوة ناسفة على الطريق ما بين المدرسة والمقابر، و قام الجيش بتفجيرها، و قامت بعدها الحملة بالعودة من حيث أتت، و لكن بعدها بنحو نصف ساعه تقريبًا، رأينا سقوط ما لايقل عن 12 قذيفة مدفعية على المدرسة والمقابر، بعدها عدنا للمقابر لنرى الجريمة البشعة فى حق الأموات، حيث احترق عدد كبير من هذه المقابر، و انفجر عدد آخر منها، فقمنا بلملمة العظام التى تبعثرت في كل مكان داخل المقابر.
ويقول مستنكرًا: لم يحدث في التاريخ الحديث أو القديم أن أقدم جيش وطني على قصف مقابر للأموات نهائيًا، و لم يفعل الجيش الإسرائيلى بالفلسطينيين هكذا، لا نعرف صراحة لما يفعل الجيش بالمواطن السيناوى هكذا، حتى إنهم يعاملوننا كإرهابيين، و يعاملون أطفالنا كإرهابيين، و نسائنا كذالك، إذًا فحدثني عن الوطنية.