خسائر اقتصادية ضخمة ضربت أغلب الأسواق الأوروبية والعالمية بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من انهيار اقتصادي عالمي، بحسب توقع مراقبين، حيث سجلت بورصات باريس ولندن وفرانكفورت تراجعات حادة، في حين تكبد مؤشر “نيكي” الياباني أكبر خسارة منذ 2011.
استقالة رئيس الوزراء البريطاني
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الجمعة، استقالته، وذلك بعد أن خسر الحملة التي كان يقودها لإبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.
وعقب صدور النتائج النهائية التي أظهرت أن نحو 52 بالمئة من الناخبين صوتوا لصالح خروج بريطانيا، أكد كاميرون، في مؤتمر صحفي، نيته الاستقالة.
وقال الرجل، الذي كان يقود حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي: إنه سيستقيل من منصبه، وذلك في مؤتمر حزب المحافظين الحاكم في الخريف المقبل.
وأضاف : بريطانيا في حاجة لقيادة جديدة، مشيرا إلى أن رئيس حكومة آخر يجب أن يجري مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
خسرت البورصة في لندن وفقًا لشبكة سكاي نيوز أكثر من 7 في المئة عند الافتتاح، بينما تراجعت قيم بعض المصارف البريطانية الكبرى مثل “رويال بنك أوف سكوتلاند” و”باركليز” و”لويدز بانكينج غروب” بأكثر من 30 في المئة.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، خسر مؤشر “كاك 40” 10.05 في المئة ليسجل 4.017.18 نقطة. وخسر مؤشر بنك “بي.أن.بي.باريبا” 17 في المئة ومصرف “كريدي أغريكول” 17.7 في المئة، و”سوسييته جنرال” 21 في المئة.
أما في فرانكفورت بألمانيا، وبعد تراجع بـ9.94 في المئة عند الافتتاح، خسر مؤشر “داك” لأسهم الشركات الكبرى 9.60 في المئة ليسجل 9.272.19 نقطة عند الساعة 07.07 بتوقيت غرينتش.
وتكبدت الأسهم اليابانية أكبر خسائرها اليومية، فقد هوى مؤشر نيكي القياسي 7.9 في المئة ليغلق عند 14952.02 نقطة، بعدما نزل إلى 14864.01 نقطة أثناء الجلسة ليسجل أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2014.
وهذه هي أكبر خسارة يتكبدها المؤشر منذ مارس 2011، حين اضطربت أسواق المال بسبب مخاطر كارثة نووية عقب زلزال قوي تبعته أمواج مد عاتية (تسونامي).
وهبطت أسعار النفط أكثر من ستة في المئة، في حين نزل الدولار عن 100 ين للمرة الأولى منذ نوفمبر 2013، بينما تكبد الجنيه الإسترليني أكبر خسائره منذ 1985.
وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 2.70 دولار إلى 48.21 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأميركي 2.65 دولار إلى 47.46 دولار للبرميل.
ارتفاع الذهب
وحقق الذهب،الجمعة، أعلى مكاسبه منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، بعدما أصيبت الأسواق بالصدمة بسبب تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وهو ما أذكى اضطرابات السوق التي دفعت المستثمرين للإقبال على الأصول الآمنة.
وقفز المعدن الأصفر 8 في المائة إلى أعلى مستوياته في أكثر من عامين مقتفيا أثر مكاسب الملاذات الآمنة الأخرى مثل السندات مع هبوط الأصول التي تنطوي على مخاطر مثل الأسهم والجنيه الأسترليني.
ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 5.1 في المئة إلى 1319.60 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:39 (بتوقيت غرينتش) بعدما صعد في وقت سابق إلى 1358.20 دولار للأوقية مسجلا أعلى مستوى له منذ مارس 2014.
وكان الذهب قد قفز نحو 11 في المائة في سبتمبر 2008.
وزاد الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم أغسطس 4.7 في المئة إلى 1322.80 دولارًا للأوقية. وفقا لوكالة “رويترز”.