خسرت البورصة المصرية 9.5 مليار جنيه خلال أول يومين من جلسات تداول الأسبوع الجاري، ما أثار علامات استفهام حول تلك الخسارة، ووضع عدد من الخبراء الاقتصاديين في تصريحات لـ”رصد” 3 أسباب دفعت البورصة لهذة الخسارة.
وأنهت البورصة المصرية، تعاملاتها عقب جلسة، اليوم الإثنين، على تراجع جماعي لكافة المؤشرات، مدفوع بضغوط بيعية من المتعاملين المصريين والأجانب، فيما مالت تعاملات الأجانب للشراء، وخسر رأس المال السوقي للبورصة المصرية 7.6 مليار جنيه، خلال تعاملات جلسة اليوم، ليغلق عند 389 مليارًا و585 مليون جنيه.
وتراجع مؤشر إيجى إكس 30″ بنسبة 1.83% ليغلق عند نقطة 7203، وهبط مؤشر “إيجى إكس 50” بنسبة 2.3%، ليغلق عند نقطة 1295، وانخفض مؤشر “إيجى إكس 20” بنسبة 2.27% ليغلق عند نقطة 7287، كما تراجع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة “إيجى إكس 70” بنسبة 1.36% ليغلق عند نقطة 352، وكذلك مؤشر “إيجى إكس 100” الأوسع نطاقًا بنسبة 1.35% ليغلق عند نقطة 750.
مشاريع ضخمة إعلاميا فقط
ويقول أحمد أدم الخبير الاقتصادي، إن هبوط مؤشرات البورصة في مصر أصبحت عادة يومية لدى المستثمرين، بالرغم من الأخبار الإيجابية المتمثلة في المناسبات والاحتفالات القومية، وهو ما تكرر من قبل مع ترشح السيسي ونجاحه، وأيضًا بعد المؤتمر الاقتصادي مباشرة، وافتتاح قناة السويس، مؤكدًا أن كل تلك المشاريع ضخمة إعلاميًا فقط، عملت على إغراء المضاربين والمستثمرين فقط.
وأشار في تصريح لـ”رصد”- إلى أن إدارة البورصة لديها تعليمات بعدم إغلاقها، حفاظًا على الصورة العامة، لافتًا إلى أن سياسة الدولة تعمل بمبدأ الصورة الحسنة والخسارة بدلاً من الصورة السيئة والمكسب، مؤكدًا ضرورة إلغاء التعاملات بالبورصة لحين استقرار الأمور.
اقتصاد محاصر بالأزمات
واعتبر ممدوح الولي الخبير الاقتصادي، أن تراجع البورصة هو مرآة لاقتصاد محاصر بالمشاكل وانقسام بين الحكومة والمستثمرين، وبه عجز تجاري متزايد، ومعدل بطالة مرتفع، ومعدل عال لنسبة الدين العام للناتج، ومعدل تضخم عال.
وأضاف “الولي”، في تصريح لـ”رصد”، أن وسط كل هذا فإن المواطن المصري لا علاقة له بالبورصة، فانهيار البورصة دليل على انهيار سوق رجال الأعمال والمستثمرين، فما بالك بالمواطن العادي الذي يعيش وسط تضخم وعجز تجاري وغلاء أسعار.
سياسات مخالفة للواقع
وأكد الدكتور فخري الفقي الخبير الاقتصادي، أن سياسات الحكومة الاقتصادية مخالفة للواقع، والدليل على ذلك عدم توافق المحصلة النهائية لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي مع التوقعات التي كان مجتمع الأعمال والمستثمرين ينتظرونها، وهو ما خلق حالة من الإحباط بين المستثمرين.
وأضاف الفقي في تصريح لـ”رصد” أن البورصة المصرية تواجه في الوقت الحالي العديد من التراكمات التي تركت -ولا تزال- تأثيرات سلبية على معدلات التداول، منها استمرار انخفاض أسعار النفط والذي أثر على الأسواق العالمية وبالأخص الأسواق الخليجية، إلى جانب انخفاض اليوان الصيني بخلاف مشكلة نقص العملة الصعبة في مصر.
غياب الحوافز
أكد الفقي أن غياب الحوافز الإيجابية، كان الدافع الرئيسى وراء خسارة البورصة المصرية 9.5 مليار جنيه خلال أول يومين من جلسات تداول الأسبوع الجاري، مشيرًا إلى أن أبرز تلك الأخبار هى قرار البنك المركزي برفع سعر الفائدة، وفشل صفقة استحواذ بلتون على سي إي كابيتال، وملاحقات المضاربين على الأسهم.
وتابع الفقي، البورصة المصرية تمر بمرحلة ضعف وعدم رغبة من الاستثمار، والمخاطرة بدأت منذ 4 أشهور، وجاء قرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة ليدفعها إلى إعادة هيكلة خططه، وزيادة أوعية الادخار في أذون وسندات الخزانة منخفضة المخاطر، خاصة في ظل غياب الأخبار المحفزة للبورصة.