قال الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن السيسي حقق فعلاً في أعوام قليلة ما كان يعجز عنه أشد أعداء الشعب والوطن في عقود.
وأضاف فرجاني خلال منشور له عبر صفحته على “فيس بوك”: “مشكلة الوطنيين حقًا أن ما أنجز من جرائم بشعات لا يستحق الثناء والاحتفاء وإنما يجر الشقاء ويوجب التنديد والبكاء”.
وتابع :”من ضخامة سجل هذه الإنجازات الوبيلة يمكن أن يطول هذا الموضوع ويكرر سابقات له كثيرة، لذلك اكتفي، إيجازا، بنشر جريمتين يتفرع عنهما باقي “إنجازات” السلطان البائس، حيث نجح الرجل باقتدار في اغتيال مثلين أعلى يطمح لهما شعب مصر: الحكم الجمهوري، والحرية” .
– الحكم الجمهوري باختصار يعني حكم الشعب، بمعنى أن يكون الشعب مصدر السلطات جميعا وصاحب السيادة الأوحد، ولم يكن منصب رئيس الجمهورية بالشكل الذي تبلور تحت الحكم العسكري غاية المراد في الحكم الجمهوري، لكن هذا السلطان البائس قدر في هذه المدة القياسية على تفريغ نظام الحكم في مصر من أي شبهة للحكم الجمهوري.سوحتى عندما تربع على “انتخاب” مجلس نيابي، قدر على تزوير الإرادة الشعبية حتى اصبح المجلس النيابي، خصيما للشعب ومجرد امتداد طفيلي خاضع ومصفق دوما للسلطة التنفيذية التي يفترض ان يراقبها ويسائلها حرصا على مصلحة الشعب.
– إنجاز السلطان البائس الأبشع كان في تلك المدة القصيرة نسبيا، هو تقويض البني المجتمعية للحرية، حتى أصبحت مصر مجرد سجن كبير لا ينطق فيه أحد بحق إلا وعوقب اشد العقاب، ويكفي الإشارة إلى أن ذكرى جلوسه، على نَفَس الأمة، تعود وقاض كبير كان يشغل منصب مراقب حسابات الحكومة، وكذلك النقيب المنتخب لواحدة من أهم النقابات المهنية ووكيليه، مقدمون للمحاكمة، بتهمة القيام بواجباتهم الأصيلة، أمام قضاء فقد جميع مقومات النزاهة والإنصاف.
وختم: لكم أن تشكروا رئيسة التليفزيون الرسمي في إعلام العهر على أن قصرت “الاحتفال” بالجلوس التعيس على يومين، فقد كان الواجب أن يستمر الندب والتعديد أربعين يوما حسب التقاليد الجنائزية المصرية.