تحول الإعلام المصري منذ أحداث الثلاثين من يونيو ليعبّر عن رأي واحد وصوت واحد؛ هو الصوت المؤيد لنظام عبدالفتاح السيسي، ورفض استضافة أية شخصيات معارضة، وغير مسموح لأي أحد داخل المؤسسات الإعلامية الخروج عن النص أو انتقاد السيسي أو الدفاع عن ثورة يناير وأهدافها، وفي الوقت الذي انتهكت حرية الإعلام وتمت مصادرة بعض الصحف وأغلقت فضائيات، استمر الإعلام الموالي للسيسي مكانه، بل وظهرت وسائل إعلامية أخرى تعمل على توطيد هذه الأهداف؛ نستعرضها لكم في هذا التقرير:
حساسين ينطلق بقناة العاصمة
في فبراير 2015 انطلقت قناة “العاصمة” التي ترأس مجلس إدارتها “سعيد حساسين” عضو مجلس النواب” بعد أن كان ضيفا دائما على معظم قنوات غير الشرعية كمعالج بالأعشاب، ومن ثم تديرها الإعلامية منى الحسيني، إحدى مذيعات التليفزيون المصري والتي كانت تؤيد وبقوة نظام مبارك ومن بعده عبدالفتاح السيسي لتضم هذه القناة شخصيات لا رصيد لها.
وكان مقررا أن يطلقها الإعلامي عبدالرحيم علي منذ أشهر عقب رحيله من “القاهرة والناس” لكن المشروع لم يكتمل، وقرر سعيد حساسين تحويل تردد قناة “الضياء” إلى قناة “العاصمة” حيث كانت “الضياء” هي الشاشة الرئيسية التي يطل منها حساسين للترويج لأعشابه وخلطاته الطبية، ولتجمع القناة معظم الوجوه التي لم تجد لها مكانا في القنوات الموجودة بالفعل الآن بالسوق المصرية.
وأطلّ كذلك من خلال القناة ممتاز القط الكاتب الصحفي ورئيس التحرير السابق لجريدة أخبار اليوم صاحب مقال “طشة الملوخية” الشهير في عهد حسني مبارك، وأيضا محمود معروف الصحفي الرياضي، بالإضافة إلى عزمي مجاهد المتحدث الإعلامي لاتحاد الكرة صاحب الخبرة المعدومة في تقديم البرامج والمشهور بعدائه وتشويهه للثورة وكل من يؤيدها.
البوابة نيوز
بتمويل إماراتي ترأس عبدالرحيم علي، رجل أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك والذي نشر تسريبات عن قيادات بجماعة الإخوان ونشطاء سياسيين، جريدة البوابة نيوز وموقعا إلكترونيا لها، وهذا الموقع يشجع الدور الإماراتي في مصر كأحد أركان سياسته التحريرية.
وتعد صحيفة “البوابة النيوز” إحدى أهم الصحف الورقية التي تدعم الأجهزة الأمنية والجيش وتحرض على قتل الإخوان واعتقال المعارضين.
ولطالما تهتم صحيفة “البوابة” بأخبار توفيق عكاشة وتنقل عنه تصريحات صحفية وتقارير، كما تنشر مواد عن علماء الفلك ومدعي النبوة والعلاقات الجنسية.
عبد الله كمال يجمع صحفيي “30 يونيو” بموقع “دوت مصر”
وفي 23 مايو 2014 انطلق موقع “دوت مصر” الذي ترأسه الكاتب الراحل الصحفي عبد الله كمال رئيس تحرير روز اليوسف السابق وأحد إعلاميي مبارك، ومعه مجموعة من الصحفيين المؤيدين لنظام السيسي.
وسجل الموقع الجديد حضورًا مميزًا على ساحة الصحافة الإلكترونية المصرية بسبب اهتمامه بمواد صحفية “لايت” تجذب الشباب، إلا أنه سريعا ما تعرض لأزمة مادية بعد وفاة عبدالله كمال، ولا يزال ينشر أخبارا مؤيدة لعبدالفتاح السيسي.
صديق أنس الفقي وساويرس يطلق راديو 9090
انطلق مؤخرا راديو 9090 بمشاركة نخبة من إعلاميي نظام السيسي، منهم خيري رمضان، ولميس جابر والفنانة رجاء الجداوي والصحفي محمد علي خير والدكتورة نائلة عمارة.
ويتولى الإعلامي طارق أبو السعود أحد المقربين من أنس الفقي وزير الإعلام في عهد مبارك ونجيب ساويرس رجل الأعمال منصب المدير العام لراديو 9090.
وبدأ أبو السعود حياته كجزء من الإذاعة المصرية كمذيع في إذاعة البرنامج العام ثم صوت العرب لاحقا، وشارك فى تأسيس إذاعة نجوم إف إم التي يملكها نجيب ساويرس عام ٢٠٠٣، إلى أن تركها وعاد إلى ماسبيرو ليقوم بإنشاء إذاعة راديو مصر ٨٨.٧ إف إم لتكون الإذاعة الخاصة بقطاع الأخبار في ٢٠٠٩، ولأنه يعرف ما يفعل، نجح فى إقناع أنس الفقي، وزير الإعلام وقتها، بإنشاء شبكة إذاعات متخصصة تتكون من ٥ إذاعات إلا أنها انتهت بثلاث إذاعات، اثنتان جديدتان “ميجا” و”هيتس” إف إم، وتم تطوير إذاعة الأغاني لتصبح “نغم إف إم”، ليترك العمل فيها في ٢٠١٢، ويعود مرة أخرى بإذاعة جديدة “الراديو ٩٠٩٠” التي حصدت فيما بعد الكثير من الجوائز.
مبتدأ