عانت جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها على يد حسن البنا من مضايقات وقمع السلطة لأعضائها.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي، عكف النظام السياسي على سلب حقوق المنتسبين للجماعة تنفيذا لسياسات تكميم الأفواه، ولم يسلم من هذه المضايقات طلاب وأساتذة الجامعات المنتمين للجماعة.
حيث منع الطلاب المنتمين للجماعة من الانخراط في الأنشطة الجامعية فضلا عن منعهم من المشاركة في الانتخابات الطلابية, كما حرصت عناصر الأمن – التابعة لجهاز أمن الدولة المنحل – على استدعائهم للتحقيق معهم بصورة دورية، وبالنسبة للأساتذة فقد حرموا من حقهم في تولي المناصب القيادية بالجامعة.
وفي نفس السياق، أكد حسين عفيفي – أحد شباب الإخوان وطالب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة – أكد على أن الوضع قبل الثورة كان سيئا للغاية.
وأضاف: "تم استدعائي قبل الثورة لاستجوابي في ثلاثة تحقيقات بتهمة تعليق ورق على الشجر تحمل جملا مثل: «لا إله إلا الله» و«اذكر الله», ولكنني لم أشعر بأن الوضع تغير كثيرا عقب الثورة"، موضحا أن الحرس الجامعي استمر في التضييق عليهم بالأنشطة التي يمارسونها, فضلا عن منع ندوات لهم وضرب مثالا بندوة الفنان: «وجدي العربي», والتي رفض الأمن السماح بها.
ووافقته الرأي سارة صابر – طالبة بكلية تجارة – قائلة: "هناك ضغوط كثيرة كانت تمارس علينا قبل الثورة، وقد تم استدعائي مرة واحدة للتحقيق معي بتهمة السير في مسيرة طرد الحرس الجامعي ولانتمائي لجماعة محظورة, ولكنني لم أر تغيرا كبيرا عقب الثورة, فالنمطية ما زالت كما هي".
وذكر ربيع حجازي – طالب بكلية دار العلوم – أن الوضع تغير, ولكن ليس كثيرا، معقبا: "سابقا كنا نعاني من مشكلات عديدة, فقد تم استدعائي لاستجواب في 26 تحقيقا دفعة واحدة بتهمة تعليق لافتات أو صور أو إلقاء قصائد أو عمل وقفات احتجاجية"، وأشار إلى أنه تم حرمان بعض طلاب «الإخوان» من دخول الامتحانات "أما الآن فالضغوط قلت نسبيا عما كان موجودا سابقا".
وصرح الدكتور سليمان صالح – رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة -: "إن أساتذة الإخوان في الجامعات قبل الثورة عانوا من الاضطهاد؛ حيث حرموا من الترقي في المناصب لمجرد انتمائهم للجماعة رغم أنهم يمتازون بالكفاءة المهنية والعلمية وحسن الخلق والتعامل الطيب مع الزملاء والطلاب.
وأضاف أستاذ الإعلام: "أعتقد أن الأمور بعد الثورة بدأت تتغير تدريجيا, وإن كان ما زال هناك تعسف ضد الأساتذة الإخوان, والدليل على ذلك هو عدم تعيين رئيس جامعة بورسعيد بعد أن فاز بالأغلبية في الانتخابات لمجرد أنه ينتمي لجماعة الإخوان".