أكد الكاتب الصحفي ورئيس صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية، عبدالباري عطوان، أن مظاهرات المصريين التي انطلقت مساء أمس بعدة محافظات، احتجاجًا على تنازل نظام السيسي عن جزيرتي “تيران وصنافير”، على الدرجة نفسها من الضخامة بالمقارنة مع نظيراتها التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011.
وقال “عطوان” -في مقال له نشر بموقع “رأي اليوم”-: إن مظاهرات الأمس التي خرجت تحت مسمى “جمعة الأرض هي العرض”، على درجة كبيرة من الخطورة؛ ليس لأنها تحدت الحظر الرسمي على المظاهرات، وإنما لأنها كانت “نوعية” أيضًا بالنظر إلى المشاركين فيها، والداعمين لها.
وأضاف “جبهة المعارضة للاتفاق المتعلق بالجزيرتين، ضمت شخصيات موالية للنظام ومن الوزن السياسي الثقيل جدًا، مثل حمدين صباحي، وأحمد شفيق، وعمرو موسى، أبرز ثلاثة مرشحين في انتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس مرسي، بالاضافة إلى عدد كبير من الأكاديميين والإعلاميين البارزين، مثل الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، والأديب علاء الأسواني، والسفير إبراهيم يسري، وأحمد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الحكومية، وإبراهيم عيسى، ويوسف الحسيني، وباسم يوسف، والعديد من ضباط القوات المسلحة الكبار المتقاعدين… والقائمة تطول”.
وأوضح “عطوان” أن السيسي منذ انتخابه، في مايو عام 2014، لم يواجه مطلقًا معارضة “نوعية” على هذه الدرجة من الخطورة، ويعود ذلك إلى أن التنازل عن الجزيرتين، والذي وصفه، بأنه مسّ عصبًا مصريًا وطنيًا شديد الحساسية يتعلق بـ”قداسة” الأرض لدى المواطن المصري، وجاء في التوقيت الخطأ، مشيرًا إلى أنه قبل أن يراكم النظام انجازات اقتصادية أو سياسية ضخمة توفر له الرصيد الشعبي الذي يمكن أن يستند إليه لتقديم تنازلات كبرى في هذا المضمار.
وأشار إلى أن وسائط التواصل الاجتماعي التي أطاحت بنظام حسني مبارك بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الاستبداد والقبضة البوليسية الحديدية بدأت “الحراك” ضد السيسي، وإن كان بدرجة أقل حتى الآن، بالمقارنة بتحركها الذي أسهم بدور كبير في تفجير ثورة يناير عام 2011، ولكنه حراك مرشح للتسارع في حال فشلت السلطة المصرية في تجاوز الأزمة الحالية وبسرعة، فانضمام قطاع عريض من الليبراليين، ورجال النظام، وبعض قادة الجيش المتقاعدين وشخصيات إعلامية مؤثرة، إلى جبهة المعارضة الإسلامية الإخوانية، وان اختلفت المعتقدات والأيديولوجيات، تحول محوري لا يجب التقليل من اخطاره المستقبلية على النظام الحاكم.
دعت عدة قوى سياسية، أمس الجمعة، لتظاهرات تحت شعار “جمعة الأرض والعرض”؛ بعد قرار عبدالفتاح السيسي التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، دون وجه حق.
أكد السفير المصري حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء، السبت الماضي، أنه تم عقد لجان لترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتم وضع جزيرتي صنافير وتيران ضمن الحدود السعودية؛ لوقوعهما في المياه الإقليمية للمملكة، بحسب بيان الحكومة.
تقع جزيرة “تيران”، فى مدخل مضيق تيران، الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي، وتبلغ مساحتها 80 كيلو مترًا مربعًا، أما جزيرة “صنافير” فتقع بجوار جزيرة تيران من ناحية الشرق، وتبلغ مساحتها نحو 33 كيلو مترًا مربعًا.
تمثل الجزيرتان أهمية إستراتيجية؛ كونهما تتحكمان في حركة الملاحة في خليج العقبة، وكانتا خاضعتين للسيادة المصرية؛ وهما جزء من المنطقة (ج) المحددة في معاهدة السلام “كامب ديفيد” بين مصر و”إسرائيل”.