أثار خطاب عبدالفتاح السيسي موجة من التعليقات الغاضبة في الأوساط السياسية والشعبية؛ حيث أكد سياسيون أن الخطاب محاولة من السيسي لتبرير بيع جزر مصرية للسعودية، وتهديد للمصريين بالصمت وعدم الحديث عن بيع الجزر.
السيسي يهين نفسه لصالح الثورة
وقال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن خطاب عبدالفتاح السيسي اليوم، إنما جاء بعقلية طفل خامسة ابتدائي، فيه من الكذب والاستعطاف والخداع ما يفقد أي متحدث شرفه.
وأضاف “حشمت” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن الخطاب فيه من الركاكة والغموض ومداراة الفشل ما يفقد أي مدعٍ قدرته علي توضيح ما يريد، وفيه من الاستهزاء والسخرية وإظهار العجز ما يفقد أي مسؤول الاحترام الواجب.
وأوضح “حشمت” أن “السيسي باختصار جه يكحلها عماها”، مؤكدًا أنه يهين نفسه بهذه الخطاب، مبينًا أن ذلك في مصلحة الثورة ولكن أين هم الثوار؟!
لن نسكت لبيع أراضي مصر
وقال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي ورئيس حركة “ثوار ضد الصهيونية”، إن السيسي طالب الناس بالثقة فيه وقبول قرار التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير والكف عن معارضته وإغلاق باب النقاش فيه، ونحن نقول له عفوًا لن نسكت ولن نقبل التفريط في أرض مصرية.
وأضاف “سيف الدولة” -في تصريح خاص لـ”رصد”- “الشعوب لا تفرط في ترابها الوطني حين تسمع كلمتين ناعمتين من رؤسائها، يزكون فيها أنفسهم ويقسمون بأغلظ الأيمان أنهم وطنيون، فكل أوطاننا وحقوقنا التي ضاعت أضاعها ملوك ورؤساء”.
وتساءل “سيف الدولة”: “من الذي أضاع فلسطين وتصالح مع العدو الصهيوني واعترف بشرعية إسرائيل وطبع معها ومن الذي ينسق أمنيًا وعسكريًا مع إسرائيل، ومن الذي قبل ووقع على معاهدة تجرد مصر من حقها في نشر قواتها وسلاحها في سيناء، ومن الذي باع مصر للأميركان، وأعطاهم 99% من أوراق اللعبة في مصر، ومن يقدم التسهيلات والتسهيلات اللوجيستية لقواتها في قناة السويس ومجالنا الجوي في عدوانها على العراق واحتلالها للخليج العربي، ومن الذي فكك وضرب الاقتصاد الوطني وبيع القطاع العام وخصخصته تنفيذًا لروشتات صندوق النقد والبنك الدوليين ولصالح المنتجات والشركات الرأسمالية الأجنبية”.
وأضاف “إنه نظام مبارك الذي جئت أنت لإعادة إنتاجه وإحيائه من جديد”، مؤكدًا أن أسطوانة أنكم وطنيون وأن مؤسسات الدولة كلها وطنية، ولا يمكن أن تقبل بالتفريط في أرض الوطن، هو كلام لم يعد يقنع أحدًا، فلا تراهنوا عليه، واعلموا أن الغضب عارم، وأن الناس لن تسكت هذه المرة.
الإخوان حاضرون في وعي السيسي
وقال الدكتور أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن الإخوان ما زالوا حاضرين في وعي السيسي وما زالت جريمته بحقهم وستظل تطارده.
وأضاف “رامي” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن “من ورط الجيش للمرة الأولى في تاريخه الحديث وأحدث هذه الفجوة بينه وبين قطاع كبير من الشعب هو السيسي شخصيًا، لم ير أحد جيش مصر يطارد النساء في الشوارع ويضربهن إلا في عهد السيسي، لم نر جيش مصر يعتدي على سيدات سيناء ويفتشهن بمهانة لم يفعلها الصهاينة إلا في عهد السيسي”.
وأكد “رامي” أن السيسي خطر على الجيش كما هو خطر على مصر، وأنه على السيسي وأبواقه الإعلامية ألا يتناسوا أو يحاولوا تضليل الناس؛ فهم أول من روج لمقولة بل وسياسة (احنا شعب وانتوا شعب). بعد ما كان الشعب يرفع في يناير 2011 وما تلاها (إلى أن حدث الانقلاب) شعارات مثل: إيد واحدة- الجيش والشعب إيد واحدة- مسلم مسيحي إيد واحدة.
ووصف “رامي” حديث السيسي عن بيع الجزر للسعودية بالإسفاف، قائلًا: إن أسلوبه مسخ وغير منطقي بحيث يرد عليه الإنسان، وسخر رامي من قول السيسي “أمي قالت لي ما تبصش لحاجة في إيد حد” قائلًا: “إيه الإسفاف ده”.
ديكتاتور مجنون
ووصف الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، خطاب عبدالفتاح السيسي بالهذيان، قائلًا: إنه ديكتاتور مجنون يهذي، مشيرًا إلى أنه انكشف في نهاية الخطاب عندما رفض أن يعلق أحد من الحاضرين.
وأضاف “أبو خليل” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن السيسي يرى نفسه أنه هو الحق المطلق، وأن الشعب هو المخطئ ولا يرى الإنجازات وبينضحك عليه وكان سبب مشكلة سد النهضة وتفاقم أزمة ريجيني.
وأوضح أن السيسي يرى أن الأشرار الذين هم من الشعب هم المخطئون في بقية الفشل، لكن هو وعصابته.. محصلوش.. مفيش أروع وأفضل من كده.. ومخلصين وشغالين، على حد تعبيره.
وأكد “أبو خليل” أن السيسي وصل إلى “حالة مرَضية مذهلة تتواصل مع خطابه السابق؛ فموضوع الجزيرتين هو كده.. في الخطاب الأول قالنا منسمعش كلام إلا له.. والنهارده فيه مؤامرات وأشرار”، مختتمًا حديثه قائلًا: إن السيسي لا حل معه إلا مستشفى المجانين مع من يصدقه”.