أكد الباحث السياسي علاء بيومي أنه لن يحدث تغيير سياسي في مصر بسبب غليان الأوضاع أو الشعب في مصر فقط، موضحا -في منشور له على “فيس بوك”- أن الاحتقان في مصر مرشح للزيادة لمستويات غير مسبوقة مع تراجع الاقتصاد وتراجع شعبية النظام المزيفة من الأساس وزيادة انتهاكات الأمن والنخب.
وضرب “بيومي” مثالا لنظام بشار الأسد الذي قتل ربع مليون سوري، ومع ذلك يبقى في الحكم بدعم طرفين أساسيين، وهما مؤسسته العسكرية والخارج، مشيرا إلى أنه في مصر كذلك يمكن للمؤسسات الأمنية في حالة وحدتها خلف النظام أن تبقى عليه، ولن تقدم تلك المؤسسات على التغيير دون ضغط قوي للغاية من رعاتها الأجانب.
وأضاف “بيومي” في منشوره: “النظام نجح في تدمير مختلف النخب السياسية المهترئة بالأساس، سواء المتدينة أو المتعلمنة منها بعد أن ساعدته تلك النخب في الالتفاف على الثورة خلال مراحل مختلفة، وعلى رأس تلك النخب قادة الإخوان ثم السلفيون ثم ما يسمى بالتيار المدني والجناح الديمقراطية”.
وتابع: “تلك النخب باتت مرفوضة من قطاعات واسعة ومختلفة من المصريين ومستويات الثقة العامة فيها ضعيفة للغاية، وباتت رموزا للانقسام الأيدلوجي والاحتقان السياسي، ولم يعد لدى الشباب أمل فيها أو تفكير إلا في القفز عليها وتفاديها، وهي عملية صعبة كذلك خاصة في ذلك فردية الشباب وضعف قدرته على التنظيم والوصول إلى القطاعات المحافظة الضخمة من الشعب المصري (سواء المحافظة سياسيا أو دينيا) وهي القطاع الأكبر من المصريين”.
وأكد “بيومي”: “هذا يعني أننا أمام احتقان شعبي متزايد، ونظام متمسك بالسلطة حتى آخر لحظة وعلى حساب البلد والناس، وقوى سياسية أضعف من أن تمثل بديلا أو تهديدا، وكل هذا يعني حالة من الاضطراب المجتمعي والسياسي المتزايدة في الفترة المقبلة”.
واستدرك أن “هذه الحالة ستطول إن لم يصلها دعم سريع من المؤسسة الأمنية أو الخارج، وهو دعم لا توجد مؤشرات عليه في المستقبل المنظور، يعني النظام يقود البلد نحو مزيد من الصراع والتفسخ الداخلي الممتد”.