شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

اعترافات معلمة منزلية سابقة.. أم تحكي تجربتها في تعليم أبنائها منزليا

اعترافات معلمة منزلية سابقة.. أم تحكي تجربتها في تعليم أبنائها منزليا
لم أخطط أبدا للقيام بالتعليم المنزلي، عندما رزقت بالحمل في طفلي الأول، كانت خطتي أن أستقيل من وظيفتي كمدرسة للمرحلة الثانوية وأن أبقى بالمنزل مع أطفالي حتى يصل أصغرهم إلى مرحلة الحضانة

لم أخطط أبدا للقيام بالتعليم المنزلي، عندما رزقت بالحمل في طفلي الأول، كانت خطتي أن أستقيل من وظيفتي كمدرسة للمرحلة الثانوية وأن أبقى بالمنزل مع أطفالي حتى يصل أصغرهم إلى مرحلة الحضانة.

وبعد عامين، كنت حاملا بطفلي الثاني، وكنت أتناول العشاء أنا وزوجي برفقة صديقين لديهما طفل في الرابعة وطفل في السنة الأولى من عمره، وفي وقت ما خلال الأمسية ذكروا أنهم يخططون لتعليم طفلهم الأكبر منزليا بدءا من العام القادم، لقد فكرت عندها: “ماذا؟ إنهم يبدون طبيعيين للغاية”!

نظرت إلى زوجي، متوقعة أن نتبادل نظرة استغراب مثل “هل تمزحون؟” أو أي شيء، إلا أنه هب واقفا وقال: “نعم.. ربما نقوم نحن أيضا بالتعليم المنزلي”.

ماذا تقول؟ أنا لا أصدق أذنيّ، لكنني صمت واحتسيت بعض المشروب، ثم إننا بعيدون جدا عن مرحلة الحضانة، أمامي الكثير من الوقت كي أقلق بهذا الشأن.

وفي غمضة عين حان وقت التحاقه بالحضانة، لم نكن أنا وزوجي متأكدين، لقد كان صغيرا بالسن بعض الشيئ على هذه المرحلة، حيث أنه ولد في شهر أبريل، فهو لم يحصل على تاريخ ميلاد مميز، تعلمون أن الأطفال الذين يولدون قبل شهر مارس، يكون مضمونا أن يكونوا طلابا مميزين، ونجوما رياضيين، ويحصلون على منح كاملة بالكلية التي يريدون، (مهلا! إنه طفلنا الأول، وما زلنا نؤمن ببعض أساطير الأهل في المدينة).

على كل حال، واختصارا لهذه القصة الطويلة، قررنا أن نجرب التعليم المنزلي، فإذا لم ننجح فيه يمكننا دائما استبعاده وإدخال طفلنا حضانة حقيقية العام القادم.

لكن اتضح أنه ينجح معنا بشكل رائع، هذا لا يعني أنني لم أعد التفكير في هذا القرار في بداية كل عام، لكن في تلك السنة ولسبع سنوات لاحقة قمنا بتعليمه منزليا مع أخوته الثلاثه.

ربما لأنني لم أتخيل نفسي يوما معلمة منزلية، ربما لأن التزامي بالتعليم المنزلي كان مؤقتا، لكن عندما كان يسألني البعض عن قراري بشأن التعليم المنزلي، كنت دائما أحاول قدر استطاعتي أن أجعل التعليم المنزلي يبدو هو الاتجاه السائد، والآن بينما يذهب أطفالي جميعا إلى المدرسة العامة، أشعر أنه بإمكاني أن أحكي تجربتي بكل وضوح دون أن أخفي شيئا.

كنا نبدأ كل يوم بالجلوس على الأريكة، لم أكن أصرخ في كل منهم كي يبحث عن حذائه، لم يكن هناك هرولة لإيجاد الفرض المنزلي وعلب الغداء، لم نكن متعجلين، لا ضجيج، ولا دموع، في الحقيقة، كنا نبدأ يومنا في سلام وحب، يا لنا من مجموعة من غريبي الأطوار!

كنا ندرس ما نريد، في إحدى السنوات كان طفلي الكبيرين مهتمين بعالم البحار، فبدأنا في دراسة المحيطات، قرأنا كل كتاب استطعنا الحصول عليه عن أسماك القرش، والحيتان، والحبار، خرجنا في رحلة ميدانية إلى مربى مائي، ثم في نزهة عائلية إلى المحيط، شاهدنا ساعات عديدة من البرامج التي تتحدث عن المحيطات على قناة ديسكفري، ولم نفتح كتاب علوم ولو لمرة واحدة، يا له من أمر مضحك! أعتقد أن أبنائي قد تعلموا بالفعل الكثير من دروس العلوم في تلك السنة.

كان أطفالي أصدقاء مقربين، كنا مشتركين في مجموعة كبيرة للتعليم المنزلي، فكان لأطفالي الكثير من الأصدقاء خارج عائلتنا، كما تعرفوا أيضا على أصدقاء جدد في دار العبادة وصفوف الرياضة، ذهبوا إلى حفلات أعياد الميلاد وحفلات النوم تماما كالأطفال العاديين، لكن بقضاء يوم داخل المنزل ويوم خارجه أصبحوا رفاقا مقربين لعضهم البعض، أظن أنهم سوف يشكرونني يوما ما، عندما يكبرون ويحتاجون لبعضهم البعض كي يشكوا من عائلة التعليم المنزلي المجنونة التي نشأوا فيها، فإخوانهم سوف يفهمونهم بشكل أفضل من أي شخص آخر.

كانوا يقرأون الكتب ويلعبون بالخارج طوال فترة بعد الظهر، من مميزات التعليم المنزلي أنك تستطيعين إنهاء ساعات الدراسة بحلول وقت الظهر عندما تعملين فقط على دراسة مادتين، الحساب والقراءة حسنا، ربما ليست هذه ميزة كبيرة، ولكن من منا يتذكر شيئا من مادة الدراسات الاجتماعية بالصف الرابع على أي حال؟ ربما لا يعلم أطفالي الفرق بين بونس دي ليون وماجلان، لكنهم يعرفون كيف يلعبون ويمثلون ويرفهون عن أنفسهم، وبالتأكيد يعرفون عبارات مثل: “اخرج والعب، ولا تعد إلى المنزل حتى أناديك”، أعتقد أن هذه الدروس ستفيدهم بشكل أكبر على المدى الطويل.

كنا نفوت وقت الدراسة أحيانا، الحقيقة أننا أحيانا كنا لا نستكمل وقت الدراسة، أحيانا يكون الجو أجمل من أن نقضي وقتنا في الدراسة، أو أن طفلي الرضيع كان يبكي ويصدر ضجيجا عاليا، أو يكون على أن أقوم بغسل الملابس، أو قد تدعو إحدى رفيقاتي في مجموعة التعليم المنزلي (والتي رأت أيضا أن الجو أجمل من أن نقضي الوقت في الدراسة) أطفالي للعب في الخارج، كما كنا أيضا نوقف الدراسة في أيام نزول الثلج وفي العطلات تماما كما يفعل أطفال المدارس العادية.

كانت هناك بعض الفجوات في تعليمهم، عندما كان أكبر أبنائي في الصف الثالث، كان عليه أن يدخل الاختبارات القياسية كالتي تتم في المدارس، لا مشكلة، كنت متأكدة أنه يجيد القراءة والكتابة وبعض الحساب الذي قد يتخطى مرحلته الدراسية أو يناسبها، لم أفعل شيئا استثنائيا لأعده للاختبارات، فقد علمت أنه سيكون بخير، باستثناء أمر واحد، لقد أهملت تعليمه عنوان منزلنا، كما أنه لم يكن يجيد تهجئة اسم عائلتنا.

ولكن ما أن أنهى ملء جزء المعلومات الشخصية في الاختبار حتى حقق معدلا كبيرا تجاوز حتى مرحلته الدراسية في كل شيء.

في الحقيقة، منذ التحق أبنائي بالمدرسة العامة، وهم جميعا يسبقون مراحلهم الدراسية في كل المواد، أعتقد أن كل ذاك اللعب الكثير والجلوس معا على الأريكة لم يتسبب في أي ضرر، ولكنني ما زلت أعتقد أن أيا منهم لا يعرف من هو ماجلان.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023