مع حالة زعزعة الاستقرار، وتهديد الأمن القومي، وتدهور الاقتصاد، وتصاعد انعدام الأمن، وتزايد احتمالية أن تصبح مصر دولة فاشلة، تزداد فرص التضحية بعبدالفتاح السيسي، ويبرز السؤال: من البديل؟
وتأتي هذه الأسماء كبدائل لتوفر فرصًا أفضل من الواقع الراهن لاستعادة الحياة السياسة الطبيعية، ولكن وفقًا لمعطيات ورؤى دول الخليج والقوى السياسية المصرية التي ترفض عودة الإخوان.
أحمد شفيق
يمتلك أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، والمقيم في الإمارات، فرصة كبرى ليكون أول البدائل لحكم مصر بدلًا من السيسي؛ حيث يتمتع برعاية خليجية، على رأسها الإمارات التي يقيم فيها، وسط وجود قوى تؤيد شفيق وهم مؤيدو مبارك.
ولم يعد السيسي هو المهيمن على المشهد، ليمكنه أن يحسم خياراته؛ فهو في خوف مقيم من أن يكون من يظنهم معه قد حسموا خياراتهم لصالح “أحمد شفيق”.
وشهدت مصر، في الأيام القليلة الماضية، جدلًا واسعًا، حول عودة شفيق إلى مصر، وكان الفريق شفيق، قد هرب إلى دولة الإمارات، في شهر يونيو 2012؛ خوفًا من الملاحقات القضائية؛ حيث تم اتهامه في بيع 40 ألف متر بمنطقة البحيرات لنجلي الرئيس المخلوع علاء وجمال، بسعر 75 قرشًا للمتر.
كما تم اتهامه بإهدار المال العام؛ بعد قيامه بإسناد عملية إنشاء مبنى الركاب الجديد رقم 3 بمطار القاهرة، إلى شركات تابعة لمجدي راسخ ومحمود الجمال ولبعض أصدقائه بالأمر المباشر.
يشرف “شفيق” على حزب “الحركة الوطنية”، الذي يعبر عن توجهاته الفكرية، وسبق وانتشر ملصق على جدران شوارع القاهرة، والذي يحمل توقيع حركة مجهولة تدعى “أنت الريس”؛ وذلك للمطالبة بعودة شفيق مرة أخرى، وذلك بعد تغيبه عن العمل السياسي إبان خسارته أمام الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية 2012.
وأكدت صحيفة “الشروق”، أن أحمد شفيق ممنوع من دخول مصر؛ بسبب امتلاكه علاقات قوية مع “جهات في الحكم لا تزال تدين له بالولاء”، حسب ما وصفته الصحيفة في موضوع نشرته أواخر العام الماضي، وقالت فيه إن مصدرًا سياسيًا رفيعًا أبلغها أن دوائر السلطة في القاهرة أرسلت إلى الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق “رسالة واضحة ونهائية” بأن عليه أن يوقف النشاطات التي يقوم بها والتي يسعى من خلالها للبقاء على الساحة السياسية في مصر أو العودة إليها.
وبحسب المصدر نفسه الذي اعتمدت عليه “الشروق”، فإن هذه الرسالة جاءت بعد “رصد تحركات لشفيق، تهدف إلى زعزعة شرعية الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي”- بحسب وصف الصحيفة، موضحًا “أن المرشح الرئاسي السابق يتواصل مع شخصيات في جهات مهمة ما زالت باقية على دعمه، وما زالت تأمل في أن يكون له دور في الحياة السياسية”.
وأكدت “الشروق” حينها، نقلاً عن المصدر، أن “الرسالة شملت أيضًا من وصفهم المصدر بـ”أعوان شفيق” الذين “يظنون أو يتوهمون أن هناك تغييرات سياسية كبيرة يمكن أن تقع في مصر ويريدون أن يكون الفريق شفيق حاضرًا في الصورة” مضيفًا “أن الرسالة التي نقلت لهم بوضوح أن اجتماعاتهم واتصالاتهم ونشاطاتهم تحت المتابعة، حتى وإن كان بعضهم ما زال يعمل في جهات مهمة في الدولة، ولو مرسي راجع فإن شاء الله شفيق ممكن يبقى الرئيس”.
سامي عنان
والبديل الثاني الذي التف حوله الإعلاميون والسياسيون، إبان الانتخابات الرئاسية في 2014، لإقناعه بعدم الترشح لصالح السيسي، هو سامي عنان، رئيس الأركان في عهد الرئيس المخلوع.
وتناقلت وسائل إعلام مختلفة، أنباء عن زيارة الفريق سامي عنان، لأكثر من مرة، إلى الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، وهذا ما أثار قلق السلطة في أنباء تناقلتها صحف غربية تقول إن الفريق يحل ضيفًا على الملك سلمان، ويتدخل لوجود حل للأزمة السياسية الموجودة في مصر، وهذا ما أثار حفيظة جهاز المخابرات الذي أعرب عن قلقه أكثر من مرة من هذه الزيارات، في تصرف أقرب للعداء مع الرجل من قبل “الجنرال” الحاكم.
وقد كشف الكاتب الأميركي، ديفيد هرست، في مقال لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن مصادر مطلعة في الرياض أكدت له الزيارة.
وأضاف أن الأخير التقى بمحمد بن نايف، دون تقديم أية معلومات حول ما جرى التباحث حوله من موضوعات.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية طلبت توضيحات بشأن الزيارة من قبل السعودية دون أن تلقى أية إجابات شافية.
وأكد “هرست” أن عنان هو من المرشحين لخلافة السيسي في رئاسة الجمهورية ومقرب من الإخوان المسلمين والسعودية في آن واحد.
ونقل “هيرست”، عن عضو في المعارضة السياسية المِصْرية، أنهم إذا كانوا يبحثون عن شخصية عسكرية فإن “عنان” هو الأفضل، لكن قبول شخص ما من قبل الجيش لا يعني قبوله من جانب الأغلبية، وهذه هي المشكلة التي ستواجه “عنان”.
عمرو موسى
أما البديل الثالث، فيكمن في عمرو موسى، المؤيد من بعض الفئات في مصر، ورئيس لجنة تعديل الدستور، كما يمتلك علاقات قوية مع قادة الخليج؛ باعتباره أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق.
ومؤخرًا، عاد موسى بشكل مفاجئ إلى الساحة بعد غياب نحو عام ونصف العام منذ تولي السيسي الحكم، من خلال تدشين “المؤسسة المصرية لحماية الدستور”.
وكان “موسى” عاد من مملكة البحرين بعد زيارة استمرت يومين بداية الشهر الماضي، التقى فيها بالأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء البحريني، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وشارك عمرو موسى، خلال الزيارة، في اجتماع لجنة الاستثمارات التي ضمت وفدًا من الأمم المتحدة ومجموعة من المتخصصين في مجال الاستثمار والاقتصاد وعدد من السفراء والسياسيين في المنامة، وتحدث موسى إلى المستثمرين وأعضاء صناديق الأمم المتحدة المشاركين باجتماع اللجنة بشأن الوضع في مصر والعالم العربي والشرق الأوسط، داعيًا إياهم للتفاؤل بمستقبل المنطقة بصرف النظر عن الصعوبات الجارية.
وأكد “موسى”، خلال كلمته بمؤتمر تدشين المؤسسة، المنعقد بمقر نقابة الصحفيين، ظهر اليوم الثلاثاء، أن المؤسسة بعيدة عن الحزبية والخلافات السياسية، وتعتمد على الوضوح والشفافية التي تمثل أساس العمل في المجتمع المصري، موضحًا أن المؤسسة مفتوحة أمام جميع المصريين للمشاركة في حماية الدستور في البلاد.
الصراع سيكون بين “عنان” و”شفيق”
ورجح الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، أن يحتدم صراع البدائل بين كلٍ من أحمد شفيق وسامي عنان؛ حيث يحتفظ كلٌ منهما بعلاقات قوية وأرضية شعبية واسعة.
وقال “حسني” -في تصريح لـ”رصد”- إن شفيق يمتلك أبناء الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما أن لديه وسائل إعلامية تتبعه وتؤيده، والتي منها صحيفة “البوابة نيوز” وقناة “القاهرة والناس” و قناة “العاصمة” وغيرها، كما أن هناك العديد من البرلمانيين يدينون بالولاء لشفيق، يقودهم عبدالرحيم علي، نائب دائرة الدقي.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن البديل الثاني هو سامي عنان، المقرب لدى المملكة العربية السعودية؛ باعتبار أن له تاريخًا من التعاون مع الأسرة المالكة إبان عهد مبارك.
واستبعد “حسني” أن يكون لعمرو موسى نصيب كبير في “سلة البدائل” كما وصفها، باعتباره كارتًا محروقًا، لن يتمكن من صد أعوان عنان وشفيق، كما أنه يفتقر إلى دعم القوة العسكرية والأموال الخليجية.