أثار الاقتراح الذي تقدم به النائب اللواء بدوي عبد اللطيف، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد في محافظة الدقهلية في دائرة ميت غمرة، بدفع القادرين مبالغ مالية مقابل عدم أداء الخدمة العسكرية لأبنائهم، كأحد المصادر لإقامة المشروعات القومية؛ حالة من الغضب الكبير.
الاستفادة من المبالغ لاستصلاح الأراضي
وأكد النائب البرلماني صاحب هذا الاقتراح أنه من الممكن أن يتم الاستفادة من هذه المبالغ لزيادة الرقعة الزراعية التي لا تبلغ 8 ملايين فدان واستصلاح عشرة ملايين فدان آخرين للزراعة، دون أن تتكلف شيئًا من خزانة الدولة، وكل هذا عن طريق المبالغ التي ستجمع من الشباب غير الراغبين في تأدية الخدمة العسكرية.
يؤثر في الجانب المعنوي للجيش
ومن جانبه استنكر اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، مقترح النائب، مؤكدًا أن هذا يعبر عن الرأي الشخصي لهذا النائب ولا يعبر عن المؤسسة العسكرية التي تعتبر أن الوطنية والدفاع عن الدولة لا يقدران بمال.
وأكد “مسلم”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن دفع المال مقابل عدم خدمة الوطن يتعارض مع هذا المفهوم؛ حيث إن الأصل هو حماية الوطن وليس التهرب من التجنيد؛ لذلك فهذا النائب لا يدرك تأثير ما اقترحه ونتائجه.
وأوضح “مسلم” أن هذا الاقتراح في حال تطبيقه -وهو أمر مستبعد- فإنه يؤثر في الجانب المعنوي للجيش؛ حيث إن العمل النفسي والعقائدي لدى فرد القوات المسلحة أهم الجوانب التي تُبنَى عليها شخصية المقاتل.
وأكد “مسلم” أن التفكير بهذا الشكل غير مقبول، وأن هناك العديد من الأفكار التي تتمكن من خلال توفير الأموال بطريقة أو بأخرى، وليس بالمساس بالقوات المسلحة.
وأشار إلى أن هذا الاقتراح يتعارض مع المادة 86 من الدستور التي تنص على أن الحفاظ على الأمن القومي واجب، والتزام الكافة بمراعاته مسؤولية وطنية يكفلها القانون والدفاع عن الوطن وحماية أرضه شرف وواجب مقدس، والتجنيد إجباري وفقًا للقانون.
الدولة أصبح همها جمع الأموال من الشعب
وقال عبد الحافظ الصاوي، الخبير الاقتصادي، إن التعامل مع القضية من جانب مادي فقط هو أمر خطير، فقد أصبح تفكير النظام الحالي في كيفية جمع الأموال من الشعب فقط دون النظر إلى تأثير هذا في الشعب.
وأضاف “الصاوي”، في تصريح خاص لـ”رصد”، أننا أصبحنا ننظر إلى كل شيء من منظور مادي الوضع في الأمن الاجتماعي، فالمفترض أن التجنيد في الجيش يكون قائما على المساواة وليس من قبيل القدرة على الدفع.
وأوضح أن ما يحصل عليه الشاب من الجيش ليس جانبا ماديا، ولكن بناء شخصيته والانتماء الوطني وحب البلد.
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية لن تحل بهذا الشكل، ولو كانت الحكومة جادة في حل الأزمة فهناك مليون طريقة أخرى، مثل مكافحة الفساد بمؤسسات الدولة، وترشيد الإنفاق الحكومي، وهناك كثير من الأمور البديلة.