شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من رسم درب الحرية الأحمر؟؟

من رسم درب الحرية الأحمر؟؟
منذ سنتين كان تحالف دعم الشرعية يحاصر أقسام الشرطة للإفراج عن أي فتاة مختطفة من مسيرة أو مظاهرة معارضة للانقلاب.. والناس في مجملها لا تبالي، وبعضهم يذهب لغناء تسلم الأيادي على جثث الثوار!

منذ سنتين كان تحالف دعم الشرعية يحاصر أقسام الشرطة للإفراج عن أي فتاة مختطفة من مسيرة أو مظاهرة معارضة للانقلاب.. والناس في مجملها لا تبالي، وبعضهم يذهب لغناء تسلم الأيادي على جثث الثوار!

والآن كلما تعرض الناس في منطقة ما لاعتداء من الشرطة يذهبوا ليحاصروا قسم الشرطة، أو ليتظاهروا ضد الشرطة (الدرب الأحمر- قسم شرطة أبانوب- حاملو الدكتوراه- الأطباء- ممرضات- موظفون …إلخ)

لمن يسأل ماذا فعلت الثورة خلال السنتين الماضيين؛ أقول: الثورة حرمت نظام السيسي من أن يستقر، وأذهبت عنه الهالة التي كونها حول نفسه سريعا، وصعدت السخط الشعبي عليه، مما جعل الناس تدرك في سنتين فقط أن كل ما قيل وقت الانقلاب كان خدعة.

نجحت الطليعة الثورية في الثبات، والثبات عمل إيجابي ليس سلبيا على الإطلاق، ولم يقدموا تنازلا واحد رغم المحرقة التي تعرضوا لها! رسموا درب الحرية الأحمر بدمائهم، وخلال عامين فقط تبعتهم قطاعات الشعب تباعا.

صحيح أن الاحتجاجات التي تحدث مؤخرا لا ترفع صراحة شعارات إسقاط النظام، وربما بعضهم مؤيد للسيسي حتى، لكن تذكروا أن ثورة يناير في أيامها الأولى لم ترفع شعار إسقاط النظام، ولم يتخيل أحد أن يتطور الأمر على هذا النحو.. النخبة الثورية تقود الجماهير للثورة، وهذه حقيقة في كل الأفكار الثورية الشرقية والغربية، وشيئا فشيئا يتضح للجماهير أعداءهم الحقيقيين، وليس مجرد الأراجوزات الذين تحركهم الدولة العميقة من وراء ستار!

وبالمثل فإن الإعلام هو من حمّل كل بلاوي الكون للرئيس مرسي والإخوان، فتولد غضب لدى قطاعات كثرة لذلك، ولولا الإعلام لما كان للمعارضين وقتها ذات التأثير، وما أمكنهم تحميل الإخوان كل كوارث مبارك بما فيها الكوارث الطبيعية.

الجماهير تتبع حدسها، ولا تفكر في الأمور بهذا العمق، إذا شعروا بالظلم أو بتهديد مصالحهم يتحركون، والشعور شيء يمكن التلاعب به والتأثير عليه، وهذا ما حدث في أكبر عملية دعاية تعرض لها المصريون في تاريخهم منذ الثورة حتى ما بعد الانقلاب..

مهمة النخبة الثورية طيلة عامين كانت مسح شعور القومية والوطنية الزائفة الذي ولده إعلام الانقلاب، الذي مهد الطريق للسيسي كي يصل إلى الحكم، وترسيخ بدلا منها مشاعر حقيقية عن الحرية والاستقلال والحياة الكريمة، وهو ما بدأ يؤتي أكله الآن.

***

نظام السيسي غير مستقر لأنه نظام يفتقد للشرعية والانجاز، والسبب في ذلك احتجاجات منذ عامين أجبرته على القتل والقمع وتزوير الانتخابات بشكل فج، غير الفشل السياسي والاقتصادي، في جميع المجالات.. وطبعا كان الوضع سيختلف تماما لو اعترف الإخوان منذ اليوم الأول بالانقلاب، وانحنوا للعاصفة.

لقد اختصر الإخوان 30 عاما في 3 سنوات ودفعوا ذلك من دمائهم وشبابهم وأموالهم وأمنهم وراحتهم وحريتهم..

صارت دولة السيسي دولة الأمر الواقع de facto state وحرمته الثورة من التحول إلى الدولة الشرعية de jure state التي تحظى برضا الناس، وهو أول درس في دروس الفلسفة السياسية عن شرعية الدول!

ومثل هذه الدول تسقط سريعا عند أبسط اختلال في موازيين القوى، طالما توافرت الظروف والإجراءات المناسبة للتغيير(السخط الشعبي، الكتلة الصلبة، الظهير السياسي، الخنق الاقتصادي، ) وجميعها تحققت، وتنتظر العنصر الخامس فقط لإحداث التغيير؛ القوة الخشنة. 
وهو ما أراه قريبا إن شاء الله ..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023