تجاهل الإعلام المصري تغطية أحداث الجمعية العمومية الطارئة للأطباء والتي شهدت مشاركة تاريخية من قبل الأطباء، حيث وصل عدد المشاركين إلي 10آلاف طبيب وهذا اكبر حشد للجمعية في تاريخ النقابة.
أثار تجاهل الإعلام تغطية الحدث سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما تداولوا صورة لقناة “سي بي سي” وهي تنقل الإضراب حيث تنقل صورًا خالية مفبركة، تظهر عدم وجود أية حشود، في حين أن باقي وسائل لإعلام العالمية تنقل صورًا لآلاف الأطباء المحتشدين أمام النقابة.
وتجاهلت قناة النهار الإضراب وأذاعت تقرير عن البجعة “نتاشا” التي تنشط السياحة،.
وتناول برنامج صباح دريم علي قناة دريم حقوق المطلقات في مصر وحيازة مسكن الزوجية.
ينسجم مع طبيعة الإعلام
يقول ماجد عبدالله ، الخبير الإعلامي والمذيع بقناة الشرق : هذا تصرف طبيعي ينسجم مع طبيعة الإعلام المصري في أي حدث ضد النظام.
وأوضح ماجد في تصريح خاص لـ”رصد”، أن الإعلام يتحكم فيه الدولة والمال السياسي، مشيرًا إلي أن الإعلام اليوم مرتبك لان اليوم مفاجئ للطرفين، ولم يتوقع الإعلام أن يمر اليوم بهذا الشكل حدث حالة من الارتباك مثل التي حدثت في ثورة يناير بشكل مصغر.
وأشار ماجد أن الدولة غبية والإعلام يشبهها، فلو قرر الأطباء إغلاق عيادتهم لمدة يوم فمن الممكن أن تقوم ثورة .
تستر علي جرائم النظام
وقال احمد عبده المدير السابق لقناة “مصر الآن” : أن كل هذا الحراك وغيره نتيجة للممارسات القمعية التي يرتكبها النظام.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد”: أنه طبيعي أن تتغافل وتتجاهل الأذرع الإعلامية للنظام عن تغطية هذه الأحداث لتتستر على جرائم هذه الأجهزة التي تتشابك معها في مصالح مشتركه ، بهدف تغييب وعى المشاهد المصري عن حقيقة الممارسات اللا أخلاقيه التي تمارسها سلطات الانقلاب فى مصر ولعدم استثاره حفيظة قطاعات أخرى غير الأطباء ضد الدوله البوليسية.
الإعلام يعيش كابوس
ومن جانبه أكد محمد سيف الدولة ، الخبير في الشؤون العربيةأن عيون الآلاف بل ربما الملايين اليوم تتجه إلى نقابة الأطباء لتشاهد باكورة عودة الروح إلى الضمير العام في مصر.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد”: اقتصر الحضور على الأطباء ولكن الذين أعلنوا دعمهم للأطباء في معركة الكرامة، هم أضعاف مضاعفة أعداد الأطباء، وكل إنسان في مصر اليوم فقد شهيد في الثورة او له معتقل في سجون النظام، او صودرت حريته او أهينت كرامته، اوشارك في الثورة وشاهدها وهى تسرق منه أمام عينيه.. أي واحد من هؤلاء هو اليوم عضو فى معركة الأطباء ضد جبروت السلطة وأجهزتها الأمنية.
وتابع سيف الدولة : السلطة بكل مؤسساتها، والدولة بكل ما يسمى بهيبتها، وكل الماكينة الإعلامية للنظام، تعيش حالة كابوس حقيقي، خوفا من ان يتحول غضب الأطباء الى شرارة تمتد لكل القطاعات الأخرى التي تعانى من استبداد السلطة وبطشها، انهم يرتعبون كلما تجمع قطاع من الشعب المصرى يطالب بحقوقه ويتحدى سطوتهم.
ثورة يناير
واردف: لقد تجاهل الإعلام ثورة يناير في أيامها الأولى وكانت كاميراته تنقل صور ميدان التحرير وهو خال من الناس، إلى أن فضحتهم المليونيات، ولم يفوقوا الا قبل سقوط مبارك بأيام قليلة، وفعلوا ذلك كثيرا مع مئات الفاعليات فى العامين الماضيين، وسيفعلون اليوم نفس الشئ مع الجمعية العمومية للاطباء، ولكنهم سيفشلون كعادتهم، خاصة وان طبيعة ازمة الاطباء تقلص من قدرتهم على شيطنتها.
وأكد أن عقدة يناير لا تبارحهم أبدا، وكلما تصوروا انهم قضوا على الثورة، وان مصر قد دانت لهم يفاجأوا بأنها حية ترزق، وأنها تعود من جديد، وان قطاعات جديدة من المصريين تنضم الى المعارضة يوما بعد آخر.
وختم سيف الدولة تصريحاته: وكأي مستبد غبي ومغرور، يوقعون أنفسهم يوما بيوم فى الخطأ تلو الآخر، ما الذى كان يضيرهم لو عاقبوا أمناء الشرطة المعتدين،؟ ولكنهم لم يفعلوا لانهم يتصورون بالفعل انهم هم الأسياد والباقى عبيد له.