في خطوة مثيرة للجدل، قامت الأجهزة الأمنية بدولة الإمارات باعتقال “محمد عوف” البرلماني المصري السابق عن حزب “غد الثورة” الذي يتزعمه الدكتور أيمن نور، وذلك بعد فترة اختفاء قسري استمرت لنحو 100 يوم، ومن ثم قامت بتسليمه إلى السلطات المصرية، دون صخب إعلامي عن تلك القضية.
ومحمد عوف هو برلماني مصري سابق ببرلمان 2011، ودخل مجلس الشعب بعد فوزه بأحد المقاعد كنائب عن حزب غد الثورة، ولم يُعرف عنه الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وعمل أيضا كمدير وشريك شركة أرابكو للإنشاءات بدبي.
وبحسب مصادر إماراتية فإن الأجهزة الأمنية بدولة الإمارات اعتقلت “عوف” وأخفته قسريا في أحد السجون السرية منذ سبتمبر 2015، وتكتمت على خبر اعتقاله لنحو 100 يوم، وقامت بتهديد زوجته وأبنائه بعدم الحديث لوسائل الإعلام أو الشركة التي يعمل بها؛ حيث تنفذ مشاريع كبيرة لصالح الحكومة الإماراتية، وودعتهم بأن تخلي سبيله خلال سويعات، وأنها ستقوم بالتحقيق معه سريعًا ثم تخلي سبيله.
وحُرمت الزوجة والأبناء من رؤية عوف خلال تلك المدة التي طالت إلى 100 يوم، قبل أن يضطروا إلى مغادرة الإمارات عائدين إلى مصر لفقدهم الأمل في التمكن من رؤيته، أو الاستدلال على مكانه، بينما قامت السلطات الإماراتية بترحيله وتسليمه إلى السلطات المصرية بعد تلك المدة، دون أدنى صخب إعلامي.
وكان البرلماني محمد عوف البالغ من العمر 50 عاما قد ترك عمله إبان الثورة المصرية في 2011 وقرر العودة إلى مصر والمشاركة في الثورة، وعاد مرةً أخرى إلى الإمارات بعد صدور قرار بحل البرلمان، إذ عاد لإدارة شركته العاملة بمجال المقاولات.
ويأتي اعتقاله في إطار حملة أمنية شنتها أجهزة الأمن الإماراتية ضد الرموز المحسوبة على تيارات ثورات الربيع العربي.
كانت عدة منظمات حقوقية قد كشفت سابقا عن اعتقال ما يقرب من 65 مصريا في السجون الإماراتية، ووجهت لهم العديد من التهم، وعرفت تلك القضية إعلاميا باسم “الخلية المصرية الإماراتية”، وقد تم إخفاؤهم لفتراتٍ تترواح بين الثلاثة والستة شهور في سجون الإمارات بعام 2013، ومثلت تلك القضايا حجم التعاون الأمني الوثيق بين الجهاز الأمني الإماراتي ونظيره المصري.
جدير بالذكر أن حزب “غد الثورة” هو حزب سياسي ليبرالي التوجه، أسسه الدكتور أيمن نور بعد بضعة شهور من ثورة يناير 2011 وكان تأسيسه نتيجة مباشرة لانقسام في حزب الغد الذي كان يرأسه نور أيضا.
وخاض حزب غد الثورة الانتخابات البرلمانية المصرية التي جرت بين نوفمبر 2011 ضمن “التحالف الديمقراطي” الذي ضم أحزابا في مقدمتها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وحصل على مقعدين في مجلس النواب كان “عوف” أحدهما.
