قبول العبودية اهم اسبابه هي نظرة العبيد لمستقبلهم فهم يتوقعون الاسوأ ..بل ويرسمون لأنفسهم جحيما مستعرا اذا تخيلوا حياتهم بدون سوط اسيادهم ..
لذا يظل العبد صابرا على القهر والظلم في مقابل توفر لقمة عيش وجدران تؤيه وكلما فكر العبد في الحرية وفك القيود ..لوح له السيد بويلات الحرية و كيف سيكون مصيره دون حمايته ورعايته حتى اصبحت حياة الاستعباد هي معنى الاستقرار في نظر العبد ..وقد يصل الأمر ان السيد الظالم اصبح يهدد العبد بأنه سيتركه يواجه جحيم الحرية بدونه .. ليستمتع بمشهد العويل والبكاء على حياته المستقرة التي سيخسرها العبد ..
الامر ليس في السياسة فقط بل ربما يكون في حياة بعض الزوجات فقد تعيش الزوجة راضية صامتة على الأذى لمجرد أنها لن تستطيع العيش وحدها لأنها ترغب بالاستقرار مع زوجها ولو كان ظالما والا تنقسم الأسرة
ولكن ماذا لو اعتبر الزوج رغبتها في العيش والاستقرار معه نقطة ضعف ..فيظل يهدد تارة بالزواج بأخرى وتارة بالطلاق ..وانهاء خدماتها معه كما لو كانت تعمل لديه ..هو يرى في ضعفها واستكانتها لذة خاصة ترضي نقص ما في شخصيته ..
وربما تكون للزوجة وجهة نظر أخرى كم حكت لي احدى الزوجات اللاتي يعاملن كالخادمات ..رغم المركز المرموق لكلا الزوج والزوجة ..فأخبرتني أنها سافرت لتقيم مع زوجها في احدى الدول التي يعمل بها أنه دائم اهانتها و تهديدها بأنه سوف يتزوج بأخرى او سيقوم بتسفيرها و يذكر هذه الجملة ذهابا وايابا
في البداية كانت ترتعب لمجرد الفكرة ويتملكها القلق لمجرد فكرة كيف ستواجه المجتمع والناس وتترك حياه في نظرها رغم الإهانة والمهانة استقرار كمن يقنع نفسه بأن مرارة العلقم عسلا مصفى فتبكي على حطام الحياة البالية التي توهم نفسها بأنها الاستقرار ولكنها تتمسك بالعيش مع زوج كهذا لاسباب كثيرة منها الاطفال ورغبتها في أن تتم تربيتهم في حياة طبيعية والبلد الذي يعيشون من البلاد التي تحترم ادمية البشر ففضلت العيش فيها تحت سماء زوج لا يعرف معنى السكينه والمودة بعيدا عن التفاصيل المؤلمة .. الا أن هذه المرأة تحملت فوق طاقتها حتى وصل بها الامر الان أن تتمنى ان يأتي بأخرى تتقاسم معها هذا الاستقرار الوهمي فتخفف عنها بعضا مما تتحمله فرضيت على نفسها ان تأتي امرأة أخرى تقاسمها في الزوج الذي انشرح صدره لمثل هذا العرض وزاد من ضعفها امامه وزاد من قسوته عليها ليعلن لها ان النعيم الذي تعيشه بفضله هو وعلى ذلك كما كنت سببا في وجودك في هذا البلد سأكون سببا في قطع رزقك منه .. وكم يقولون “الضغط يولد الانفجار”هذا ما حدث بالفعل مع هذه الزوجة بدرجة خادمة تساوت كل الخسائر في نظرها كم تساوى الموت مع الحياة وقررت الخروج من براثن هذا الطاغية ولو خسرت كل ما لديها وبين ليلة وضحاها أصبح السيد بكايا على اعتابها يطلب الغفران الا انها أبت وبشدة قبول كل عروضه واعتبرت الخروج من حياته يوم ميلادها الجديد “
لذا فالرضا بالعبودية أمر يعود لتعود العبد على القيد والقهر هذه المرأة منعها حبها لحياة الغربة وما تحمله من مدارس محترمة لأبنائها راتب محترم من عملها ال واطمئنانها ان ابنائها في كنف هذا البلد فضلا عن سهولة كل شيء الا الحنان والراحة داخل البيت ..فضلت ان تعيش أمة تحت أقدام الظلم على أنها تتحرر من قيود هذا الابتلاء حتى نفذت طاقتها وعندما تساوى عندها الحياة و الموت وأصبح كلاهما عندها سواء طلبت الحرية فما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها كما يقولون ..وان تأخر القرار لكنها الآن تعكف على ابنائها اصبحت أكثر تركيزا معهم تحاول أن تبدا من جديد في خلق شيء يثقل شخصيتها ويحول ضعفها قوة ..
العبد هو من يعاني الظلم ويبكي على حاله كل ليلة وأمامه مفاتيح قيده يستطيع تحرير نفسه بها ..