صرّح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تعليقه الرسمي الأول منذ حادثة طعن مستوطنة “إسرائيلية” في مستوطنة الضفة الغربية في اوتنيل يوم السبت الماضي أنه يعادي العنف وقتل أي شخص بغض النظر عن خلفيتهم العقدية او العرقية، وأعرب عن قلقه بشأن أي قطرة دم تسقط من أي شخص.
وتعهد خلال خطابه أن المقاومة ستستمر من خلال الطرق السلمية وأنهم لن يُطالبوا بأي شيءٍ آخر وسيقفون ثابتين من أجل أرضهم وسيكملون الطريق بالرغم من اليأس ومحاولات القيادة “الإسرائيلية” بغلق كل أبواب السلام.
وصرّح عباس أن الفلسطينين يناشدون المجتمع الدولي من أجل الحماية من “القتل والاعدام اليومي” حتى يتمكنوا من وضع حد للإعتداءات “الاسرائيلية” غير الاخلاقية والانسانية ضدهم.
كانت قوات الأمن “الاسرائيلية” قد ألقت القبض على فلسطيني قاصر أمس في اشتباه بضلوعه في عملية طعن المستوطنة دافنا ماعيير يوم الاحد في اوتنيل.
وأعلن مسؤولو “الأمن الوطني الإسرائيلي” أنه بعد قيام وكالة الاستخبارات الداخلية بعمل إستخباراتها وتتبعاتها تم أسر الشاب ذو السادسة عشر عامًا الذي يسكن في قرية قرب اوتنيل من أجل الاستجواب.
قام الشاب الفلسطيني يوم الاثنين بطعن المستوطنة ذات الثلاثين عامًا في المنطقة الصناعية لمستوطنة الضفة الغربية لتكوعا، كانت الضحية في ذلك الوقت في بيتها حين تم طعنها أمام ابنتها وقد قام أحد المستوطنين المسلّحين بإطلاق النار عليه وإصابته بإصابة حرجة ونُقلت إلى إحدى المراكز الطبية في القدس حيث عانت من آثار الطعنة في الجزء العلوي من جسدها.
انتقد رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” السلطات الفلسطينية بشدة أثناء زيارته لأوتنيل بشأن التحريض الذي دفع الطفل ذا الخامسة عشر عامًا بطعن السيدة.
وقال بعد تعزيته أسرة “ماعيير” هاتفيًا أن هناك جانب من الانسانية والتعايش، وجانب آخر من الكراهية التي لا حدوده لها، مُضيفًا أن هذا الكره له أسم وهو تحريض السلطات الفلسطينية والحركات الاسلامية وحماس، لقد حان الوقت لكي يتوقف المجتمع الدولي عن نفاقه وتسمية الطفل بإسمه.
وقال “نتياهو” في زيارته إلى اوتنيل مع وزير الدفاع “موشي يعالون” أن أصل الصراع هو رفض الفلسطينين الاعتراف بحق اليهود بأن تكون لهم دولة داخل أية حدود في أي مكان. وأضاف أن هذه الحقيقة ينبغي أن تُقال للعالم كله، لأنها ستنتصر في النهاية.
وبالإضافة إلى إجتماعه بأسرة ماعيير فإن” نتنياهو” و”يعالون” تلقيا بيانًا موجرًا من كبار ضباط الجيش “الاسرائيلي”، واجتمعوا برئيس قنصلية تلال الخليل.
بالرغم من هذا فقد أكّد “عباس” أن الفلسطينيون ينبذون العنف قائلًا بأن الفلسطينيون سوف يحصلون على حقهم في إتخاذ عاصمة لموطنهم، فلسطين، في شرق القدس بالدبلوماسيات والطرق السلمية، وبأن كل أوروبا الآن ترى المستوطنات والمنتجات الاستيطانية غير شرعية.
وعزّز الإتحاد الاوروبي موقفه بأن المنتجات المصنوعة في المستوطنات “الاسرائيلية” يجب أن يتم تمييزها بوضوح في اوروبا، وبرغم من تزايد الاضطرابات مع “اسرائيل” بشأن هذه القضية، ولكنه شدّد على أن الإتحاد يرفض أي مقاطعة للدولة اليهودية.
أوضح وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أن الارشادات التوجيهية في تصنيف المزارع والمنتجات الاخرى التي رفع النقاب عنها في نوفمبر ومُيّزت بأنها اسرائيلية، كانت من أجل توضيح قوانين الاتحاد الاوروبي ولم تعلن عن أي تغييير في معارضة الاتجاد الاوروبي للمستوطنات “الاسرائيلية”.
وأكّد الوزراء أنهم ملتزمون بالتنفيذ الكامل والفعّال والمستمر لتشريعات الاتحاد الاوروبي التي تنطبق على المنتجات الاستيطانية. كما أكّدوا أن الاراضي المحتلة منذ 1967 بما فيها الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان ليست جزءًا من الحدود المعترف بها دوليًا لإسرائيل.
وعليه، فإنه لا يمكن تسمية البضائع والمُنتجات المصنوعة هناك بـ”مصنوعة في إسرائيل” وينبغي تحديد صناعتها في المستوطنات التي لا يعترف بها الاتحاد الاوروبي بناءً على القانون الدولي.