شهدت الأيام الماضية، تصاعدًا مفاجئًا للعلاقات بين السعودية وإيران؛ وذلك عقب حرق القنصلية السعودية بإيران على يد متظاهرين، جراء الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإعدام المملكة القيادي الشيعي السعودي “نمر النمر”، الأمر الذي أدى إلى تصاعد النتائج إلى أوجها وقطع العلاقات بين البلدين.
على ذلك، شهدت أسعار النفط والدولار والذهب معًا ارتفاعًا عالميًا، في تطور خطير للأزمة بمنطقة الشرق الأوسط؛ حيث تخوفت الدول من نقص الإمدادات، وارتفعت الأسعار على ذلك، خلال ساعات من إعلان قطع العلاقات، بأكثر من 2%، كما قفز خام مزيج برنت أكثر من 2.5% وأكثر من دولار.
وخلال الأيام القليلة الماضية، عاودت الأسعار التراجع بشكل لا يبشر بأي إيجابية؛ حيث واصل برميل النفط تراجعه عالميًا ليقارب، اليوم الخميس، سعره 33 دولارًا، وهو الأدنى منذ العام 2004، علمًا أن سعر البرميل تراجع بنحو 60% منذ منتصف 2014.
وقال المهندس مدحت يوسف، رئيس شركة موبكو وميدور الأسبق -في تصريحات لـ”رصد”- إنه في حال تصاعد الأزمة بين إيران والسعودية لن يتحمل العالم توقف الإمدادات من المواد البترولية للعالم والتي تصل لنحو 17 مليون برميل يوميًا، والتي تسيطر على أكبر جزء منها هاتان الدولتان؛حيث تمتلك كل من السعودية مع إيران مخزونات نفطية تصل إلى 400 مليار برميل.
وأشار إلى أنه في ظل تصاعد الأزمة كما يتوقع الغرب، سيشتعل سعر برميل الدولار ويتطاير فوق الـ200 دولار للبرميل الواحد.
وعلى صعيد آخر، رأى محللون أن هناك أسبابًا لا تدعو للقلق نحو زيادة الأسعار؛ منها وجود توقعات كبيرة بعدم حدوث مواجهة عسكرية بين السعودية وإيران، بالإضافة إلى وجود بدائل أخرى ممثلة بكميات النفط الصخري الهائلة المنتجة بأميركا والغرب، إلى جانب كثرة المعروض من النفط في الأسواق في ظل رفض “أوبك” خفض إنتاجها.
وقال الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد والطاقة بجامعة الأزهر -في تصريحات صحفية لـ”رصد”- إن الفترة القادمة، ستشهد حذرًا في التعاملات، فضلًا عن تراجع أسواق المال عالميًا وبالخليج، وبالطبع سيؤثر ذلك بالسلب على أسواق المال المصرية، وسيعمل على اشتعال أسعار الدولار والذهب بالأسواق.
وبدأ النزاع الدبلوماسي بين البلدين، بعدما نفذت السلطات السعودية حكم الإعدام بحق الشيخ الشيعي نمر باقر النمر و46 آخرين ينتمي أغلبهم إلى تنظيمات جهادية سنية بتهمة التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية، حيث تبع ذلك اقتحام متظاهرين غاضبين السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية، وإضرام النيران فيهما.
وسرعان ما استوعب تجار النفط الأخبار الاقتصادية القاتمة من آسيا، بما في ذلك تراجع طلبيات المصانع الصينية وتباطؤ الاقتصاد الهندي. ويتم النظر لهذه البيانات كإشارة إلى أن محركات الاقتصاد العالمي هشة، لكن بات من المؤكد أن الطفرة في إمدادات النفط العالمي قد تكون لها وطأة أكبر على أسعار النفط، من احتمال نشوب صراع مفتوح بين القوتين الإقليميتين المتنازعتين.
وتراجعت أسعار النفط الخام من نحو 110 دولارات للبرميل في صيف عام 2014 إلى نحو 35 دولارًا للبرميل اليوم، ويكلف هذا التراجع في الأسعار إيران سنويًا نحو 25 مليار دولار من الإيرادات، في حين تتكبد المملكة خسائر تقدر بنحو 200 مليار دولار.